تخلى اليوم، الأحد، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ولمدة يوم واحد، عن منصبه، وسلّم مهامه إلى الطفل يغيت تورك، كما فعل الأمر ذاته، رئيس الوزراء بن علي يلدريم، وسلّم مهام رئاسة الوزراء مؤقتاً إلى الطفل ياغيز أفا.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد سلّم منصبه العام الفائت للطفلة باشاك تارهان، ذات الـ11 عاماً، لفترة قصيرة بشكل رمزي، وهو التقليد المتداول في تركيا، إذ يتخلى رئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة التركية عن مناصبهم للأطفال رمزياً في عيد الطفولة والسيادة الوطنية، تكريماً للأطفال بهذه المناسبة، وإيماناً منهم بأن الأطفال سيكبرون في يوم ما ليكونوا على سدة القيادة في المستقبل.
ونشر رئيس الجمهورية التركية رسالة تهنئة بمناسبة عيد السيادة الوطنية والطفل، المصادف 23 نيسان/ أبريل، وبمناسبة الذكرى السنويّة السابعة والتسعين لتأسيس مجلس الأمة التركي الكبير، وعيد السيادة الوطنية والطفل، وتمنّى أن يكون هذا اليوم الاستثنائيّ وسيلة خير لتركيا والشعب التركي والأطفال.
واستذكر أردوغان الرئيس الأول لمجلس الأمة التركي، مصطفى كمال أتاتورك، وجميع الشهداء والمحاربين القدامى بالرحمة والمِنّة، وشدّد على أن الثالث والعشرين من نيسان/ أبريل 1920 هو رمز لنهوض الشعب التركي من جديد، وانتفاضته وثورته في مرحلةٍ حياتيّة جرى فيها احتلال كافة أرجاء الوطن، وأوشك الشعب على الزوال.
وكان الطفل ياغز كاتشي (10أعوام)، قد تقلد منصب رئيس الوزراء التركي خلفا لرئيس الوزراء الحالي بن علي يلدرم، ليوم واحد، عبر انتخابات حرة ونزيهة جرت بين طلاب المدارس الابتدائية في تركيا، معبراً عن سعادته بالمنصب الجديد، الذي حصل عليه عقب نيله ثقة الأطفال خلال عملية التصويت، بمناسبة يوم الطفل.
وأكد رئيس الوزراء، الطفل كاتشي، أنه يريد لجميع أطفال العالم مستقبلاً زاهراً، متمنياً الرحمة لشهداء الخامس عشر من تموز/يوليو، الذين سقطوا خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. وتباحث كاتشي مع مجلس وزرائه المكون من الأطفال، حول تحويل نظام التعليم إلى فترة واحدة في اليوم، بدل الفترتين الصباحية والمسائية، حتى يتسنى للطلاب الذهاب والعودة المبكرة إلى بيوتهم، ليتمكنوا من مراجعة دروسهم.
بدوره، عبر يلدرم في كلمة له خلال مراسم تسليم كرسي رئاسة الوزراء للطفل كاتشي، عن خالص تهانيه لجميع الأطفال بمناسبة عيد الطفل، مضيفاً "أقبل جميع الأطفال من عيونهم، وأنتم الملائكة التي تزين عالمنا، وأنتم نجوم هذا الكون، وكل طفل هو بشرى، مثل الورود التي تبشر بقدوم فصل الربيع".
وتحتفل تركيا اليوم، الأحد، بعيد الطفولة، إضافة إلى الذكرى السابعة والتسعين لانعقاد أول جلسة لمجلس الأمة التركي (البرلمان)، وهو ما يعرف بعيد السيادة الوطنية، وسط فعاليات مختلفة في كافة أرجاء البلاد. وبهذه المناسبة ترأس نائب رئيس البرلمان التركي، أحمد أيدن، وفداً زار ضريح مؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، بالعاصمة أنقرة.
وضمّ الوفد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، ونوابه، وزعيم حزب الشعب الجمهوري (أبرز أحزاب المعارضة) كمال قليجدار أوغلو، وزعيم حزب الحركة القومية دولت باهجه لي، ونوابا في البرلمان. كما ترأس وزير التعليم التركي، عصمت يلماز، وفداً آخر ضمّ معلمين وطلاباً من مختلف الفئات العمرية. ووضع الزوار أكاليل من الزهور أمام ضريح أتاتورك، كما وقعوا بكلمات في دفتر الزوار.
ويوافق "عيد الطفولة والسيادة الوطنية" في تركيا، 23 أبريل/ نيسان من كل عام، وهو التاريخ الذي وُضع فيه حجر أساس الجمهورية التركية، وافتتح مجلس الأمة الكبير (البرلمان) عام 1920.
بالسياق ذاته، دعت العديد من المنظمات الإنسانية والخيرية، المجتمع الدولي إلى العمل لوقف الانتهاكات بحق الأطفال العرب، الذين يقيمون في مواطن الصراعات والحروب، لا سيما في فلسطين وسورية والعراق واليمن وليبيا والصومال. وجاء ذلك في بيان تحت عنوان "نداء استغاثة"، صدر عن مجموعة من المنظمات الإنسانية والخيرية التي شاركت في مؤتمر الطفولة الدولي الرابع في إسطنبول.
وأكد البيان، أن "حال الطفل العربي صار إلى حد بات معه لزاماً على الجميع، كل حسب موقعه وقدرته، تحمل مسؤولياتهم الرسمية والمجتمعية والأخلاقية تجاه كل تلك الانتهاكات والممارسات فوراً دون تردد أو تأخير، إنقاذاً لأرواح آلاف الأطفال".
وطالب البيان المجتمع الدولي بـ"الانضمام إلى كل الجهود الصادقة لمشاركتنا بمحاولات استرداد كل حقوق أطفالنا الضائعة أو المهددة، بدءاً بحق الحياة والنشأة في ظروف أسرية مستقرة والعيش على أرضهم بسلام، مروراً بمسؤولية توفير الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية والتعلمية اللائقة".
وانطلقت فعاليات مؤتمر الطفولة الرابع، صباح أمس الجمعة، بمنطقة يني بوسنة في مدينة إسطنبول، قبل أن يختتم فعالياته مساء السبت. وشارك في المؤتمر، أكثر من 500 شخصية، من نحو 25 دولة، مثلت جهات رسمية ومنظمات إقليمية ودولية، بالإضافة إلى جمعيات أهلية إنسانية ودولية.
يذكر أن مؤسس الجمهورية التركية، كمال مصطفى أتاتورك، كان قد أعلن عن إطلاق البرلمان التركي في 23 أبريل/ نيسان عام 1920 وأعلن هذا اليوم عيدًا عالميًا للطفل يحتفل به أطفال تركيا مع أطفال العالم بالعيد، الذي تعتبره منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة عيدًا عالميًا .