يرفض المتحدث باسم حزب "حركة النهضة" التونسي، النائب في البرلمان، أسامة الصغير، الاتهامات التي وجهها الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، ضد الحركة والتي ذهب فيها إلى حد اتهامها بـ"خيانته" بسبب تخليها عن التحالف معه، وعقدها تحالفا مع حزب "نداء تونس"، ومن خلال قوله إنّ "النهضة" قبلت بالمس بالسيادة التونسية من قبل دولة أجنبية.
ويقول الصغير لـ"العربي الجديد" أثناء زيارة قام بها إلى الدوحة، "إننا في حزب حركة النهضة نتحفظ على هذه الاتهامات، التي نعتبرها غير حقيقية وغير واقعية، ومن الصعب تصديقها، ولن نرد عليها، لأن رئيس حركة النهضة، الشيخ راشد الغنوشي، أوصانا ألا نخون العشرة مع الرئيس المرزوقي، قبل الثورة وبعد الثورة، ونحن لن نخون هذه العشرة بالرد على هذه الاتهامات، رغم أن لدينا الكثير مما نقوله".
وكان المرزوقي أعلن في تصريحات صحافية "أن حركة النهضة غيّرت خياراتها الأساسية بالتحالف مع النظام القديم بدلاً من التحالف مع الإسلاميين المعتدلين والعلمانيين المعتدلين"، مشيراً، في حوار بُثّ على قناتي "تونس" و"فرانس 24"، أواخر الشهر الماضي، إلى أن لقاء باريس الذي جمع بين الرئيس الباجي قايد السبسي، وزعيم "النهضة" راشد الغنوشي، تمّ من دون علمه". وأضاف المرزوقي أن الغنوشي، الذي كان وقتها حليفا لحزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" و"التكتل الديمقراطي من أجل العمل"، قرر "عقد ذلك الاجتماع دون أن يكلف نفسه عناء إعلام حلفائه لا قبل اللقاء ولا بعده"، مشدداً على أنه "حمى البلاد والترويكا من انقلاب أكيد كان يعدّ له في تلك الفترة".
ويؤكد الصغير أن الحزب سيخوض الانتخابات البلدية المقبلة في جميع الدوائر الانتخابية، وأن هناك تفكيرا في خوض هذه الانتخابات في بعض الدوائر بلوائح مشتركة مع حزب "نداء تونس"، لكنه يقول إن هذا الأمر لم يحسم بعد، ومن المبكر اتخاذ قرار نهائي بهذا الشأن، لا سيما أن حزب "النهضة" ينتظر إقرار قانون الانتخابات البلدية، وبعدها سينخرط في حوارات مع مجموعة من الأحزاب"، على حد قول الصغير الذي لا يستبعد إمكانية عقد تحالفات في بعض المناطق.
من جانب آخر، يرى المتحدث باسم حزب "حركة النهضة"، أن الحزب خرج أقوى مما كان بعد المؤتمر العاشر، وأن من راهن على حصول انشقاقات فيه، خسر رهانه، لأن الحركة تعاملت بشفافية مع مختلف الآراء والتوجهات فيها، وهي أعلنت عن وجود وجهات نظر مختلفة فيها، حول هيكلية الحزب، وطريقة انتخاب المكتب التنفيذي، وقد طرحت جميع الخيارات أمام المؤتمر العام للحركة وتم التصويت عليها وحسمها من خلال الحوار والتصويت، إذ حازت خيارات الحزب الجديدة ولوائحه التنظيمية على نسب قبول عالية، من قبل أعضاء المؤتمر، وفق قول الصغير.
في هذا الصدد، يضيف الصغير أن نسبة التجديد في انتخابات مجلس شورى الحزب، قاربت الـ 40 في المائة، مشيراً إلى أن مجلس الشورى سيقوم بانتخاب الثلث المتبقي من الأعضاء، من القطاعات التي لم تمثل أو كان تمثيلها ضعيفاً في عضوية المجلس. ويتوقع في نفس الوقت أن يضم المكتب التنفيذي للحزب، الذي سيتولى الغنوشي اختيار أعضائه بعد التشاور، وجوهاً شابة وجديدة. ويؤكد أن أعضاء حزب "حركة النهضة"، الذين سيختارون الجانب الدعوي، استناداً إلى مبدأ التخصص الذي أقره المؤتمر العاشر، لن تكون لهم أية علاقات تنظيمية مع حزب "حركة النهضة"، الذي ستكون أبوابه مفتوحة لانتساب جميع التونسيين لعضويته، على حد قوله.
وينفي أن يكون غياب رموز التيار الإسلامي، خاصة في مصر والأردن وغيرها من الدول العربية، عن حفل افتتاح المؤتمر مقصوداً، لكنه يلفت إلى أن التركيز في دعوات حضور المؤتمر كان على منطقة دول المغرب العربي، وهي المنطقة التي تتواجد فيها الدولة التونسية وتتواجد فيها "النهضة"، إضافة إلى دول الاتحاد الأوروبي، بحكم القرب الجغرافي، وبحكم أن هذه المنطقة تعتبر حيوية واستراتيجية بالنسبة للسياسة الخارجية التونسية.
وحول مصادر تمويل المؤتمر العاشر للحركة، وحجم المبالغ التي صرفت، يقول إن تكلفة عقد المؤتمر لم تتجاوز 500 ألف دولار، وأن هذه المبالغ جرى توفيرها من خلال تبرعات أعضاء الحزب، الذين يصل تعدادهم الى نحو مائة ألف عضو، حيث كانت هناك رغبة قوية لدى أعضاء الحزب، في إنجاح هذا المؤتمر وإثبات قوته للشعب التونسي، والتأكيد على أن مشاغل الحزب، هي مشاغل جميع التونسيين.