على الرغم من الهجوم على ناقلتي نفط قرب خليج عمان يوم الخميس الماضي، وتهديد ذلك للإمدادات النفطية لأسواق آسيا، مما رفع أسعار النفط بأكثر من دولارين في تعاملات الجمعة الماضي، عاد المضاربون في أسواق الطاقة لمراجعة أسس العرض والطلب التي تميل حالياً نحو التخمة النفطية، أي زيادة المعروض على الطلب بسبب الحرب التجارية وانضمام الهند إلى جانب الصين في الرد على أميركا بشأن زيادة الرسوم. ومعلوم أن كلاً من الصين والهند من كبار مستهلكي الخامات النفطية في العالم.
وبناء على ذلك رجح المتعاملون في تقييمهم توجهات الأسعار، التأثير السلبي للحرب التجارية والتخمة المعروضة بالسوق والمقدرة بأكثر من مليوني برميل يومياً على الاضطرابات الجيوسياسية في منطقة الخليج الغنية بالنفط.
وحسب رويترز، تراجعت أسعار النفط أكثر من واحد بالمئة أمس الاثنين، حيث بدأت علامات التباطؤ الاقتصادي وسط النزاعات التجارية العالمية تطغى على مخاوف المعروض التي أججها الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان الأسبوع الماضي.
وهبطت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 68 سنتاً أو 1.1 بالمئة إلى 61.33 دولارا للبرميل في جلسة التعامل الصباحية بلندن بعدما صعدت 1.1 بالمئة يوم الجمعة. وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 58 سنتا أو 1.1 بالمئة إلى 51.93 دولارا للبرميل، بعد أن زادت 0.4 بالمئة في الجلسة السابقة.
وفي هذا الصدد، قالت شركة "جيه.بي.سي إنرجي" للاستشارات في مذكرة، "يتراجع نمو الإنتاج الصناعي في الصين إلى أدنى مستوياته في 17 عاماً وسط التوترات التجارية مع الولايات المتحدة. اليوم يتعين على أسواق النفط استيعاب مخاوف أكبر بشأن الطلب مع تطبيق الهند رسوماً انتقامية على عدد من السلع الأميركية أول من أمس". ومما يضعف الأسعار أيضاً التوقعات القاتمة التي أصدرتها وكالة الطاقة الدولية يوم الجمعة بخصوص نمو الطلب على النفط في 2019، مشيرة إلى تدهور آفاق التجارة العالمية.
ولم تلق الأسعار دعماً من تصريحات وزير الطاقة السعودي خالد الفالح بأن أوبك تتجه صوب التوافق على تمديد اتفاق خفض الإنتاج في اجتماع يتوقع عقده في الأسبوع الأول من يوليو/تموز.
وما يزيد من تخمة المعروض ارتفاع صادرات النفط السعودية. حيث أظهرت بيانات رسمية نشرتها رويترز، أن صادرات السعودية من النفط الخام ارتفعت في إبريل/نيسان إلى 7.177 ملايين برميل يومياً من 7.141 ملايين برميل يومياً في مارس/ آذار.
وتقدم الرياض وغيرها من الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بيانات الصادرات الشهرية إلى مبادرة البيانات المشتركة (جودي) التي تنشرها على موقعها الإلكتروني. وذلك إضافة إلى زيادة إنتاج النفط العراقي. حيث قال مسؤولون بقطاع النفط العراقي أمس، إن إنتاج حقل نفط غرب القرنة 1 بلغ 465 ألف برميل يومياً بعد استكمال منشآت جديدة لمعالجة الخام وصهاريج للتخزين.
وأبلغ مسؤولون يعملون في الحقل رويترز على هامش مراسم لافتتاح المنشآت الجديدة أن حقل غرب القرنة 1 الذي تطوره شركة إكسون موبيل كان ينتج في السابق نحو 440 ألف برميل يومياً.
وحضر الاحتفال عاملون أجانب من إكسون عقب عودتهم للحقل في الثاني من الشهر الجاري، بعد أسبوعين من سحب الشركة الأميركية نحو 60 شخصاً من الحقل ونقلهم إلى دبي. وجاء إجلاء الموظفين بعد أيام من سحب الولايات المتحدة العاملين غير الأساسيين في سفارتها في بغداد، وعزت ذلك إلى تهديد من إيران المجاورة.
وينتج العراق أكثر من 4.5 ملايين برميل بقليل، وهو ما يقل عن طاقته الكاملة البالغة نحو خمسة ملايين برميل يوميا تمشياً مع اتفاق أوبك ومنتجين آخرين من بينهم روسيا على خفض الإمدادات العالمية لدعم الأسعار.
ومنذ الشهر الماضي، تدرس منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وشركاؤها بمن فيهم روسيا، فيما يعرف باسم تحالف أوبك+، إرجاء موعد اجتماعهم بشأن سياسة الإنتاج في فيينا إلى يومي 3و4 يوليو/ تموز بدلاً من 25 و26 يونيو/حزيران.
ونهاية 2018 اتفقت منظمة أوبك وحلفاؤها على تقليص إنتاج النفط بواقع 1.2 مليون برميل يوميا اعتبارا من الأول من يناير/ كانون الثاني الماضي لدعم السوق. وسيقرر المنتجون في الاجتماع المقبل ما إذا كانوا سيمددون العمل بهذا الاتفاق أم سيعدلونه.