تبحث الأسواق الليبية والخدمات الرئيسية للمواطنين عن "ممرات آمنة" في ظل تصاعد هجوم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، والتي امتدت إلى شبكات الكهرباء والمطارات، بينما تلاشت مظاهر الحياة من الأسواق الرئيسية خلال الأيام الماضية في طرابلس، وأغلقت الصيدليات ومحطات الوقود والمخابز.
وأعلنت الشركة العامة للكهرباء في بيان، أمس الثلاثاء، عن انقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة من جنوب طرابلس، بسبب إصابة الدوائر المغذية لمحطتي كهرباء في منطقة العزيزية، جراء حملة حفتر وعدم تمكن فرق الصيانة من الدخول لإصلاح الأضرار.
وقالت الشركة في البيان الذي أوردته وكالة الأنباء الليبية "وال" إن "فرق الصيانة جاهزة وبانتظار وجود ممرات آمنة لإجراء الصيانة اللازمة".
كما طاولت المعارك حركة المسافرين، بعد أن قصف طيران قوات حفتر، الإثنين الماضي، مطار معيتيقة، الواقع على بعد 11 كيلومترا من قلب العاصمة، وهو القصف الأول من نوعه منذ بدء الهجمات التي يحاول حفتر من خلالها السيطرة على طرابلس.
وعقب القصف، قال مسؤول الإعلام في المطار، خالد بوغرسة، إنه تم إخلاء المطار من المسافرين، ووقف حركة الملاحة به إلا أنه تم لاحقا إعادة افتتاحه.
واستخدمت حكومة الوفاق مطار معيتيقة كمطار دولي بعد خروج المطار الدولي في طرابلس عن الخدمة. وأضحت الخدمات الرئيسية في مرمى المعارك، الأمر الذي دعا حكومة الوفاق الوطني إلى الإعلان قبل يومين أن بعض المدن الليبية تشهد، بجانب الهجمات المسلحة "عدواناً على الجانب الاقتصادي والمالي".
ويأتي تصعيد مليشيات حفتر، في وقت تشهد أسعار السلع الرئيسية تصاعداً في الأسعار مع استمرار شح المعروض في ظل تراجع عمليات نقل السلع وإغلاق الكثير من المتاجر أبوابها، فيما يخشى مواطنون من امتداد آجل المعارك، رغم لجوئهم خلال الأيام الماضية إلى زيادة مخزون السلع والوقود تحسبا للظروف الحالية.
وعقد وزير الاقتصاد والصناعة المفوض بحكومة الوفاق الوطني، علي العيساوي، اجتماعا مع عدد من مديري الإدارات والمكاتب بالوزارة، لبحث تسهيل انسياب السلع الأساسية الموردة من قبل القطاع الخاص للأسواق المحلية ومدى استقرار أسعارها.
وقالت الوزارة في بيان، إنه جرى أيضا مناقشة بعض المشاكل والصعوبات التي تواجه عمل الإدارات والمكاتب في تسيير أعمالها واقتراح الحلول المناسبة لها.
وشهدت أسعار مختلف السلع، لا سيما الخضروات والفواكه والحليب والسكر في العاصمة طرابلس، ارتفاعات كبيرة، متأثرة بنقص المعروض، في ظل إغلاق الأسواق الرئيسية، وعدم وصول الإمدادات من المناطق الأخرى.
وقال تجار في العاصمة إن سعر كيلوغرام البصل قفز إلى سبعة دنانير (5 دولارات)، والخيار وصل إلى نحو ستة دنانير، والطماطم إلى أربعة دنانير.
ويتسبب الصراع المتصاعد بين الحين والآخر في خسائر باهظة للاقتصاد الليبي، خاصة قطاع النفط. وأظهر تقرير صادر عن ديوان المحاسبة في طرابلس، أن ليبيا خسرت نحو 150 مليار دينار (107 مليارات دولار)، من جراء توقف موانئ التصدير النفطية، خلال الفترة من منتصف عام 2013 وحتى نهاية 2016 فقط.
وكانت إدارة الإعلام والتواصل برئاسة مجلس الوزراء، قد قالت في بيان، يوم الإثنين الماضي، إن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج، اجتمع محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير، لبحث قضايا عدة، منها تدبير السيولة النقدية للأسواق، في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
وأضافت أنه تم تنسيق الجهود لضمان قيام القطاع المصرفي بمهامه، واستمراره في تقديم خدماته للمواطنين.