اشتكى سكان مناطق بمحافظات مصرية عدة، من بيع أنواع من العقاقير المخدرة والمنشطات الجنسية، علناً في الشوارع والحواري خلال عيد الفطر المبارك، خاصة على أرصفة شوارع وسط القاهرة بسبب كثرة المترددين على تلك المناطق.
وأكدت تقارير صادرة عن وزارة الصحة، أن كثيراً من المنشطات الجنسية، سواء التي تباع على "الرصيف"، أو في الشوارع والطرقات وعدد من الصيدليات، ضارة وخطر على صحة الإنسان، خاصة على الكلى والكبد، وقد تؤدي إلى الوفاة فضلاً عن عدم القدرة الجنسية.
وذكر تقرير حديث، أن المصريين أنفقوا ما يصل إلى 48 مليار دولار على الأدوية خلال عام واحد فقط، واحتلت أدوية المنشطات الجنسية نسبة مرتفعة في معدل الشراء عن الأعوام الماضية، حيث بلغ الإنفاق عليها أكثر من 970 مليون جنيه.
وقال الدكتور حسام رفاعي، أستاذ الميكروبولوجي والمناعة بمعهد بحوث التناسليات، إن هناك حقيقة غائبة عن الكثير وهي أن ما يتم تداوله بشكل خاطئ على أنه منشطات جنسية مثل الفياغرا ومشتقاتها ومثيلاتها، لا يزيد القوة الجنسية، وإنما يقوم بدور في زيادة الانتصاب فحسب.
ولفت إلى أن تلك المنشطات الجنسية لها تأثيرات جانبية، حيث إنها تزيد من امتلاء القضيب بالدم، كما أنها تعمل على خفض ضغط الدم وخطرة لمن لديه أمراض الدم، وقد تسهم في الإصابة بالهبوط الحاد في الدورة الدموية، وهو أمر شائع الحدوث لدى مستخدمي المنشطات الجنسية، كما تتداخل مع بعض أدوية القلب وينطوي على ذلك أخطار صحية قد تؤدي للوفاة.
وشدد رفاعي، على ضرورة إصدار تشريع أو قانون يمنع تداول المنشطات الجنسية من الصيدليات سوى عن طريق تقديم الروشتة التي يصفها الطبيب، لكونه الأقدر على معرفة الأنسب للمريض، بالإضافة إلى وقف الفضائيات المروجة للمنشطات "الوهم"، مع ضرورة تشديد الرقابة على الجمارك، لافتا إلى أن تلك العقاقير تؤدي إلى مشاكل في الصحة خلال سن صغيرة، فتسبب مشاكل بالقلب وفي الدورة الدموية أيضًا.
وأضاف أن الأنماط الغذائية الخاطئة تؤدي إلى مشاكل صحية ترتبط بالحالة الصحية لدى الشباب، على سبيل المثال نجد أن الشباب يتناولون الوجبات السريعة وهي تحتوي على هرمونات لها تأثيرات سلبية، الأمر الذي يجعلهم يلجؤون إلى زيادة الرغبة في تناول تلك المنشطات مثل الترامادول وغيره من أنواع التعاطي، وهو ما يدمر الصحة في النهاية.
وأكد الطبيب سمير عرابي، استشاري جراحة المسالك البولية والعقم وأمراض الذكورة، أن الإسراع بتناول المنشطات الجنسية اعتقادًا أن ذلك يرفع القدرة الجنسية اعتقاد خاطئ كلية، وهي ثقافة سلبية تتفشى في المجتمع بسبب الإعلانات التلفزيونية والنصائح المتبادلة التي يسمعها المريض هنا وهناك.
وأوضح أنه يجب على الفور التوجه إلى الطبيب لمعرفة أسباب ضعف القدرة الجنسية والانتصاب، وذلك لوجود فروق فردية بين الحالة والحالة الأخرى، وهناك دواء يصلح لحالة ولا يصلح لحالة أخرى، ويخلف ذلك وفق البنية وطبيعة الشخص المريض.
ولفت عرابي، إلى أنه يلزم الأمر القيام بتحاليل وآشعة لتحديد كل نوع من أنواع المشاكل من الأمراض الجنسية الأخرى، ويتم تحديد الدواء المناسب حسب عدة عوامل من بينها معرفة الحالة الصحية، ومدى تأثير الدواء على الصحة للشخص؛ لأنه قد يكون لديه حساسية تجاه مكون دوائي معين عن الدواء الآخر.