وأكد إن الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي جهة بغية التوصل إلى حل في سورية بما في ذلك إيران وروسيا مستدركا، "إنه لا يمكن، بعد كل هذا الدم، العودة للوضع السابق الذي كان ما قبل الحرب. دعونا نتذكر كيف بدأ كل ذلك. لقد رد (بشار) الأسد على المظاهرات السلمية برفع وتيرة الاضهاد والقتل مما أوجد البيئة للوضع الحالي“. ثم أكد أنه يجب التوصل إلى حل لكن على هذا الحل أن يكون بعيدا عن الأسد ونظامه وبمساعدة حكومة انتقالية.
وقال أوباما إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع كل الدول، بما فيها روسيا وإيران لحل النزاع".
وتدارك "ولكن ينبغي أن نقر بأنه بعد هذا الكم الكبير من المجازر وسفك الدماء، لا يمكن العودة إلى الوضع الذي كان قائماً قبل الحرب".
وقبل ذلك، دان أوباما الدول التي تؤيد قادة مثل الرئيس السوري بشار الأسد، واصفاً إياه بـ"الطاغية، قاتل الأطفال".
وتطرّق أوباما إلى الاتفاق حول النووي الإيراني وأشاد بالدور الروسي والصيني في المحادثات والتوصل لاتفاق مع إيران في هذا الصدد، وقال "إن هذا هو أفضل مثال على التوصل إلى نتائج سلمية وإيجابية عندما تتعاون القوى الدولية". وحول الدور الإيراني في المنطقة أضاف أوباما "أن إيران مستمرة بدعم حروب بالنيابة من أجل دعم مصالحها في المنطقة. وقد يبدو أن هذا يعطي إيران تفوقاً على جيرانها، لكنها تخاطر بدفع الصراع الطائفي وعزل إيران". وطالبها بأخذ مسار آخر في سياستها في المنطقة.
وقال إن الولايات المتحدة تعلمت كذلك دروسها ليس فقط من العراق ولكن من الوضع في ليبيا. وأضاف "كان على الائتلاف العالمي في ليبيا أن يعمل المزيد من أجل ملء الفراغ الذي سببه سقوط النظام... علينا أن نعمل مستقبلاً بشكل أفضل لبناء مقدرة الدول قبل تفككها وانهيارها ولذلك علينا أن نحتفل اليوم أن الولايات المتحدة ستنضم إلى أكثر من خمسين دولة اليوم لتقديم دعم أكبر على جميع الأصعدة العسكرية والإنسانية لقوات حفظ السلام الدولية".
وقال أوباما خلال خطابه، الذي تناول قيم الأمم المتحدة للديمقراطية وحقوق الإنسان، إنه لن يتردد في اللجوء إلى القوة لحماية بلاده من أي خطر قد يهددها، والدفاع بالمثل عن حلفاء الولايات المتحدة الأميركية، لكنه شدد على أن مشكلات العالم كثيرة، وأن الولايات المتحدة غير قادرة على حل هذه المشكلات منفردة.
كما انتقد في ذات الوقت لجوء روسيا إلى القوة لحل خلافاتها مع جيرانها. وأشار إلى أن إدارته غير قادرة على تحمّل انتهاك سيادة أي دولة، بما في ذلك أوكرانيا، لافتاً إلى أن السكوت عن انتهاك سيادة أوكرانيا، يمكن أن يتكرر لأي دولة أخرى لاحقاً، وهو أمر غير مقبول.
وأضاف أوباما أن اللجوء إلى القانون الدولي لحل الخلافات الثنائية بين أي دولتين هو السلوك الأمثل، وليس القوة. وشوهد أعضاء الوفد الروسي يدونون ملاحظات أثناء إلقاء أوباما كلمته.
كما دعا أوباما إلى إنهاء الحظر الأميركي المفروض على كوبا منذ عقود، معرباً عن ثقته بأن الكونغرس الأميركي "سيرفع حتماً الحظر الذي يجب ألا يكون مفروضاً بعد الآن" على كوبا، وسط تصفيق ممثلي 193 دولة مشاركة في الاجتماع.
اقرأ أيضاً: "فورين بوليسي": أوباما يسعى لتحقيق انتصار دبلوماسي بالملف السوري
وافتتح جلسة اليوم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وركز في كلمته على البيئة ووضع اللاجئين حول العالم وقال إن هناك "100 مليون شخص يحتاجون بشكل فوري لمساعدات إنسانية وغذائية وهناك 60 مليون شخص لاجئون ونازحون حول العالم. وتحتاج الأمم المتحدة إلى 20 مليار دولار للعام الحالي لمساعدة المحتاجين".
وأضاف أن العالم يستمر بتبذير الأموال على الأسلحة والمعدات العسكرية وتساءل "لماذا من الأسهل أن نجد المال والدعم لتدمير البشر والكرة الأرضية بدل حمايتهما"، موضحاً أن "الأمم المتحدة عاجزة حالياً عن مساعدة كل المحتاجين حول العالم. لا يتوفر للأمم المتحدة إلا نصف ما تحتاجه لتقديم المساعدات لكل من العراق واليمن وجنوب السودان وثلث ما تحتاجه لتقديم المساعدات للسوريين".
وتحدث عن حاجة الناس إلى حلول نهائية. وأشاد بكل من لبنان والأردن وتركيا لاستقبالها ملايين اللاجئين السوريين والعراقيين. وطالب الدول الأوروبية والغربية أن تقدم مساعدات أكثر وذكّر الأوروبيين أن أوربا هي التي كانت تحتاج مساعدة من العالم للاجئيها بعد الحرب العالمية الثانية. وانتقد وضع الأسلاك الشائكة أمام اللاجئين.
وقال كذلك إن "السوريين يتركون بلادهم بسبب القمع والتطرف والدمار والخوف" وأكد أن فشل مجلس الأمن للتوصل إلى حل بهذا الشأن أدى إلى خروج الوضع عن السيطرة في سورية. لكنه أكد على أن المسؤولية في استمرار الحرب في سورية وبشكل رئيسي تقع على الأطراف المتنازعة في البلاد.
وطالب مجلس الأمن بالتحرك بصورة أكثر جدية، وأكد أن هناك خمس دول تحمل مفتاحاً للحل في سورية وهي "روسيا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وإيران وتركيا". وفيما يخص اليمن، قال "إن هناك أكثر من 21 مليون يمني، 80 بالمئة من السكان، يحتاجون مساعدات إنسانية. جميع الأطراف المتنازعة تظهر عدم احترام لحقوق الإنسان لكن أغلب الإصابات تحدث بسبب القصف الجوي، وأطالب بوقف الضربات التي دمرت الكثير من المدن اليمنية"، وأكد ألا حل عسكرياً في اليمن والحل الوحيد هو العودة للتحاور للتوصل إلى حل.
اقرأ أيضاً: "نيويورك تايمز": موسكو تفاجئ أميركا باتفاق إقليمي لمحاربة "داعش"