أوضاع نازحي الموصل... يظل الواقع أبشع (صور)

بغداد

ميمونة الباسل

avata
ميمونة الباسل
02 ديسمبر 2016
D108A922-DEC3-4C49-BCBA-0A041DCB60B3
+ الخط -

بعد ساعات قليلة من إعلان منظمة محلية عراقية وفاة نازحين بينهم أطفال بسبب البرد، سرب ناشطون صورا ترصد أوضاع العائلات الموصلية الفارة من الحرب داخل مخيم "الجدعة 2" على بعد 50 كيلومتراً جنوب الموصل.

وتوضح الصور المسربة، التي حصل عليها "العربي الجديد"، تردي الحالة المعيشية للنازحين وافتقارهم لأبسط مقومات الحياة، وهو ما ينافي إعلانات الحكومة العراقية والأمم المتحدة حول وضع النازحين، حيث تظهر الصور جانبا سيئا من تعامل الحكومة والأمم المتحدة معهم.

يقول الناشط محمد علي، أحد العاملين على إغاثة نازحي الموصل، لـ"العربي الجديد"، إن "مخيم جدعة 2 يقدم نموذجا بسيطا من عشرات النماذج السيئة في مخيمات النزوح بالعراق"،
واصفا ما شاهده في المخيم ومخيمات أخرى، بأنه "وصمة عار على الحكومة العراقية والساسة وكذلك الأمم المتحدة".

وينتظر الحاج فاضل عمر (66 سنة) وصول المساعدات الغذائية إلى المخيم الذي يعيش فيه مع عائلته التي أنهكها الجوع والتعب منذ نحو أسبوع. لا يملك الحاج فاضل غير بعض السجائر التي يخبئها في جيبه، وقليل من الصبر الذي يتعكز به ليعينه على تحمل قسوة الحياة في المخيم الذي يفتقر إلى جميع مقومات العيش.

وتظهر الصور صلاة جنازة على أحد الأطفال الذي توفي من جراء البرد الليلة قبل الماضية، كما تظهر أطفالا معرضين للموت بسبب البرد وسوء التغذية.




بدوره، يوضح الناشط المدني جواد الموصلي أن المخيم عبارة عن "خيام متراصة يزيد عددها كل يوم، وتختلف تسمياتها بحسب مناطقها، وتتسع رقعتها الجغرافية لاستيعاب مئات العائلات الفارّة من جحيم الموت داخل قرى ومدن وأحياء الموصل، والذين ينتقلون إلى جحيم من نوع آخر يسببه الجوع والبرد وقسوة العيش في الخيام".

ويضيف الموصلي لـ"العربي الجديد" أنه "في مخيم الجدعة 2، لا تتوفر الخدمات والمساعدات الإنسانية لا تكفي ربع أعداد النازحين في المخيم الذي يستقبل يوميا نحو 450 شخصا. كلما اتسعت رقعة الحرب زاد عدد النازحين. بعضهم نزحوا من تل عبطة، وكان وضعهم سيئا، حيث تزامن وصولهم مع هطول الأمطار".

ويلفت إلى أن "في هذا المخيم الذي تدير شؤونه منظمة محلية تدعى (نينوى للجميع)، وتشرف عليه أمنيا مليشيات الحشد الشعبي، هناك مئات النازحين الذين يشتكون سوء الحال وعدم جاهزية المخيم وافتقاره لكل شيء"، محذرًا من تدهور الوضع الإنساني داخل المخيم في حال استمرت الجهات الحكومية بتجاهل متطلبات النازحين.

ويشير إلى أن "الأمراض والجوع والعطش والبرد تهدد العشرات، خصوصاً أن أكثر من نصف نازحي مخيم الجدعة من كبار السن والنساء والأطفال الذين بحاجة إلى رعاية أكبر واحتياجات خاصة من حليب وحفاضات ومياه معقمة".

وتصل درجات الحرارة في محافظات العراق الشمالية، ومنها الموصل، في ساعات اليل وقبيل الفجر إلى ما دون الصفر مئوية، ما يزيد من صعوبة أحوال النازحين لأنهم فروا متخففين من ملابسهم الشتائية وأمتعتهم.

ودعا الموصلي، الحكومة العراقية والمنظمات الدولية، إلى "الإسراع بتوفير احتياجات النازحين في جميع المخيمات، وخصوصاً الجدعة 2، مؤكداً أن "المخيم ليس فيه شيء إلا خيام تسكنها عائلات لا تملك إلا انتظار مد يد العون".












ذات صلة

الصورة
خلّف القصف حفرة عميقة ابتلعت الخيام (العربي الجديد)

مجتمع

يكرر جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر الإخلاء في قطاع غزة، ويطالب الأهالي بالتوجه إلى ما يصنفها "مناطق آمنة"، ثم يقصف خيام النازحين، وأخرها في مواصي خانيونس.
الصورة
سفرة العيد في بلدة جبالا السورية (العربي الجديد)

مجتمع

يُحافظ نازحون سوريون على تقليد متوارث يطلقون عليه "سُفرة العيد"، ويحرصون على إحيائه داخل مخيمات النزوح برغم كل الظروف الصعبة، وذلك فرحاً بالمناسبة الدينية.
الصورة
نازحون فلسطينيون يلعبون الكرة الطائرة في المواصي في جنوب غزة (العربي الجديد)

مجتمع

من وسط أحد المخيّمات العشوائية في رفح جنوبي قطاع غزة، تصدح ضحكات النازحين. ويحاول هؤلاء إيجاد هامش لهو لهم في ظلّ المأساة، فيلعبون كرة الطائرة.
الصورة

مجتمع

تعصف باليمن عدة أزمات منها النزوح المتكرر من المناطق التي شهدت صراعاً دموياً للعام الثامن، والتي أدت إلى نزوح نحو 4 ملايين ونصف مليون، أغلبهم من الأطفال والنساء بمعدل 80%، وفقًا لتقرير أممي سابق.
المساهمون