والشناشيل واحدة من معالم بغداد القديمة، لكنها تختفي شيئاً فشيئاً بمرور الزمن، ولذلك أسباب عدة بينها إهمال المباني التراثية القديمة، أو امتداد يد الفساد إليها، عادة ما يكون مصيرها حريق مفتعل، أو تفجير غير مبرر، لتنتهي إلى ملكية أحد رجال الأعمال النافذين أو مسؤول حزبي، تحت أنظار المسؤولين.
يقول محمد رسول (25 سنة)، من سكان منطقة الرصافة القديمة، إن "الشناشيل كانت تمثل (البغددة)، والتي تعني الرقي والدلال، وهي جزء من هوية الوطن، ولإعادة تأهيل الشناشيل رمزية كبيرة لمن يعي معنى عروبة بغداد ومخاطر جرفها عن هذا الجذر".
ويضيف لـ"العربي الجديد": "كان في (قنبر علي)، وهو حي متفرع من شارع الكفاح في جانب الرصافة بالعاصمة بغداد، بيوت كثيرة تضم الشناشيل البغدادية الجميلة المبنية من الطابوق الآجر والخشب الصاج، وبعضها هدمت أو أزيلت، وما تبقى منها لا يسر الناظرين بعدما كان الحي الذي يتميز بشناشيله من المناطق الراقية الجميلة في بغداد أيام العهد الملكي".
Twitter Post
|
وينتقد حيدر رشيد (55 سنة)، الإهمال الحكومي للتراث: "ماكو (لا يوجد) أي احترام من الحكومة لتراثنا، ولم يصل أي مسؤول من الحكومات المتعاقبة إلى هذه الدربونة (الشارع الضيق)، ولا أي شناشيل تم الاهتمام بها".
ويضيف رشيد: "يتكرر وجود إعلاميين وسياح أجانب يلتقطون صوراً، ويتأسفون على هذا التاريخ العظيم، حين مزج الزجاج والخشب بهذا الجمال، لكن لم تتحرك الحكومات ولو مجاملة"، وقارن رشيد كيف يهتم العالم بالتاريخ، وكيف تتعمد الحكومات العراقية طمسه، وفق رأيه.
وقال الطفل سرمد سلام (11 سنة)، إنه يسكن في محلة التوراة، نسبة إلى مؤسسيها من اليهود، والمتفرعة من شارع الكفاح (شارع الملك غازي حالياً)، ويضيف: "كان بيت جدي سابقاً جميلاً بشناشيله، اليوم أشاهد الصور التذكارية وأتمنى أن أكون معهم فيها".
وللشناشيل تأثير كبير على الثقافة الشعبية في العراق، ونسجت العديد من القصص حولها، أشهرها قصة "حب نجار الشناشيل لابنة الجيران"، وهناك العديد من القصائد والأغاني الفلكلورية تدل على ذلك منها أغنية "فدوة للشناشيلات. تكعد بيهن الحلوات. تكثر بيهن الضحكات"، كما جاء ذكرها في كتب التاريخ مثل "النجوم الزاهرة" لابن تغري بردي، وكتب الشاعر العراقي بدر شاكر السياب عنها قصيدته الشهيرة "شناشيل ابنة الجلبي".
Twitter Post
|
Twitter Post
|