اجعلوا ضحككم يهزّ العالم

18 مارس 2016
الضحك معدٍ من شخص إلى آخر (Getty)
+ الخط -
تستغل نساء الداخل الفلسطيني المحتل النشاطات التي تنظمها الجمعيات العربية المختلفة في شهر مارس/ آذار من كلّ عام للترفيه والتعلم واختبار تجارب جديدة.

من ذلك زيادة الإقبال على ورش يوغا الضحك المخصصة لهن، حيث تشارك فيها مجموعات نسائية مختلفة منها المعلمات والمسنات والأمهات مع أطفالهن.

يوغا الضحك إحدى الطرق العلاجية والوقائية. تشير المعلومات إلى أنّ النساء يبتسمن 8 مرات أكثر من الرجال، ويضحكن ثلاث مرات أكثر منهم. كما تشير إلى أنّ الضحك لمدة 10 دقائق يحرق 200 سعرة حرارية في الجسم.

تعمل سمر أبو الهيجا كموجهة في ورش يوغا الضحك. ومع كثرة هذه الورش في هذا الشهر بالذات بمناسبة عيد الأم ويوم المرأة العالمي، فإنّ أبو الهيجا تتنقل بينها يومياً. تعلّق: "من منا يرفض أن يصاب بعدوى الفرح؟ يوغا الضحك من أكثر العلاجات الحديثة المحببة لدى الناس كباراً وصغاراً. وبمنتهى البساطة أن نضحك أو نجتمع لنضحك يعني أن نسهم في تحسين مزاجنا والترفيه عن أنفسنا، والاهتمام بصحتنا الجسدية والنفسية وتطوير حياتنا الاجتماعية".

تتابع: "للضحك والفرح دور أساسي في تحسن وضعنا الصحي والتغلب على أمراض عديدة منها السكري، وضغط الدم، والمناعة، والحساسية، والقلب، والجلطات الدماغية. كما ينعكس الضحك إيجاباً على علاقاتنا الاجتماعية وغيرها من شؤوننا الحياتية، فهو يقلل من التوترات والضغوط، ويسهم في تحسين نمط حياتنا ورتابتها، ويجعلها أجمل وأكثر متعة".

تشرح أبو الهيجا فوائد أخرى للضحك: "له فوائد نفسية وجسدية واجتماعية. مثلاً، أنّ تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات الذين يضحكون، يحفظون المواد ويستوعبونها أكثر بـ 14 مرة ممن لا يضحكون. كذلك، يخرج الضحك من جسم الإنسان كل الهرمونات السلبية، ويحلّ مكانها هرمون السعادة إندورفين". تلفت إلى أنّ الجسم لا يفرّق بين ضحكة مفتعلة وضحكة حقيقية. في الحالتين تتحرك 17 عضلة في الوجه، و80 عضلة في الجسم بشكل عام.

ورشة يوغا الضحك تتألف من ساعة ونصف. تفتتحها أبو الهيجا بتعريف الحضور على العلاج وأهمية الضحك في حياة الإنسان، وقدرة الضحك العلاجية ومساهمته في شكل كبير في تخفيف حالات حساسية الربيع وتعزيز جهاز المناعة بشكل عام. وعن تقنياتها تقول: "خلال الورشة لا أستخدم النكات على الإطلاق. بعد التعريفات أفتتحها بتمارين تنفس واسترخاء في الربع الساعة الأولى. وأعتمد على عدوى الضحك بين الحضور، فمن المعروف أنّ الضحك معدٍ من شخص إلى آخر. الاعتياد عليه وجعله بإصرار جزءاً من حياتنا يحولنا إلى أناس ضحوكين".

درست أبو الهيجا (40 عاماً) يوغا الضحك مع المدرب سرور حلبي. تخرجت ضمن أول دورة للمدربين العرب في فلسطين الداخل. هي ناشطة اجتماعية من مدينة الناصرة. تعمل، بالإضافة الى ذلك، كموجهة مجموعات شبابية ومدرسية في مجالي الدراما وحقوق الإنسان. كذلك، درست أخيراً اختصاص التهريج الطبي.

سابقاً، درست اختصاص التربية الحضانية للطفولة المبكرة. وعملت مربية أطفال طوال سنوات. بعدها انتقلت للعمل في مركز الطفولة التربوي النسائي المتعدد الأهداف طوال 14 عاماً مسؤولة عن مشاريع المركز.

تأخذ ورش يوغا الضحك حيزاً مهماً من عملها، خصوصاً مع حثها المزيد من المجموعات على الالتحاق بالتدريبات. تعلّق على ذلك: "أؤمن أنّ نشر الفرح والضحك من شأنه أن يصنع تغييراً جذرياً في حياة الناس، مع تحويلها إلى الأفضل. شعاري هو: اضحكوا واجعلوا ضحككم يهزّ العالم".

في الوقت نفسه، تنتقد أبو الهيجا بعض الأمثال الشعبية ومنها "ضحك بلا سبب قلة أدب". وتقول: "على العكس من ذلك، هذا الضحك سبب للسعادة والطاقة الإيجابية والحفاظ على الروح والجسد معاً".

اقرأ أيضاً: يوغا الضحك تصل إلى لبنان
دلالات
المساهمون