وصف الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، تصرفات جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) بـ"الطائشة"، متوعّداً باتخاذ إجراءات حازمة وقانونية تجاه من يعبث بالأمن والاستقرار في البلاد. ودعا إلى لقاء وطني عاجل يضم كل الفعاليات السياسية. كما نصب الحوثيون خمس مخيمات كبيرة، تضمّ عشرات الخيام، عند المدخل الغربي لصنعاء، وشوهد مئات المسلّحين فيها.
وجاء كلام هادي خلال اجتماع استثنائي، اليوم الثلاثاء، مع كبار مساعديه في صنعاء، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ). وأوضحت الوكالة أن "الاجتماع دان التصرفات الخارجة عن النظام والقانون، والمتمردة على مخرجات الحوار الوطني الشامل من قبل جماعة الحوثي، واعتبرها غير مقبولة لا وطنياً ولا سياسياً، وعلى الجميع الاستشعار بالمسؤولية الوطنية تجاه هذا الطيشان غير المسؤول".
وأشار المجتمعون إلى أن "الإجراءات الحازمة والقانونية ستُتخذ وفقاً لما يستجدّ"، مُحذّرين من الاستهانة بالأرواح والممتلكات والعبث بالأمن والاستقرار.
ودعا هادي، خلال الاجتماع، إلى لقاء وطني عاجل يضم كل الفعاليات الحزبية والسياسية والعلماء في البلاد، "كرسالة وطنية شاملة إلى كل من يهدد أمن اليمن واستقراره ويتمرد على مخرجات الحوار الوطني الشامل، تحت شعارات زائفة وكاذبة باستغلال مشاعر البسطاء من الناس ودغدغة عواطفهم، وهي العادة التي اتبعتها جماعة الحوثي".
وقال إن "الشعب اليمني عانى ما عاناه من خلافات وحروب بكل أشكالها وأطيافها، وبعيداً عن التعصب للون الواحد أو الاتجاه الواحد، الذي لا يمثل إلا نفسه كشريحة واحدة في المجتمع، من شرائح متعددة ذات ثقافات واعتقادات متنوعة، واليمن، اليوم، على مشارف تطبيق مخرجات الحوار الوطني".
ودعا المجتمعون الدول العشر، الراعية والداعمة للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، إلى "تحمّل مسؤوليتها تجاه هذه التصرفات، الخارجة عن النظام والقانون، والمتمرّدة على مخرجات الحوار الوطني الشامل".
وفي وقت سابق، اليوم، أعرب سفراء الدول العشر الراعية للتسوية السياسية في اليمن، في رسالة مفتوحة إلى زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، عن قلقهم البالغ إزاء دعوته لإسقاط الحكومة، وطالبوه بـ"احترام القانون وحفظ النظام".
وأكد السفراء، الذين يمثلون الدول الخمس الدائمة في مجلس الأمن ودول مجلس التعاون وبعثة الاتحاد الأوروبي، أنه "لن تُقبل أية أفعال تهدف إلى التحريض على، أو إثارة، الاضطرابات والعنف، وسوف تتم إدانتها بشدة من قبل المجتمع الدولي".
وأضاف السفراء أن "هذا النوع من التهديدات، التي وجهتموها ضد الحكومة، ليست الوسيلة لإثبات صحة ادعاءاتكم".
وذكّرت الرسالة الحوثي بدعوة "مجلس الأمن الصادرة بتاريخ 11 يوليو/تموز الماضي، التي تطالب أنصاره بالانسحاب من المناطق، التي تم الاستيلاء عليها، عن طريق القوة وتسليم السلاح والذخيرة المسلوبة من المنشآت العسكرية إلى سلطات الدولة".
وأعلن السفراء تأييدهم للرئيس هادي بتشكيل حكومة "وفاق" تساعد على تحقيق عملية الانتقال السياسي، تتوّج بالانتخابات الوطنية.
وتزامن ذلك مع بدء توافد أنصار الحوثي، اليوم الثلاثاء، على مخيمات مفتوحة عند مداخل صنعاء، استجابة لدعوة زعيمهم، للزحف والاعتصام في العاصمة لإسقاط الحكومة.
ونصب أنصار الحوثيين خمسة مخيمات كبيرة، تضمّ عشرات الخيام، عند المدخل الغربي لصنعاء، ويستعدّون لنصب خيام مماثلة في شمال وجنوب العاصمة، كما شوهد مئات المسلّحين في المخيمات، بعضهم مراهقون.
وأفادت مصادر المعتصمين أن "خمسة آلاف شخص أتوا من صعدة"، معقل الحوثيين، في أقصى شمالي اليمن.
ولفت أحد المسلحين الى أن الحوثيين لن يتراجعوا، وقال "أتينا ليتمّ اقتلاع هذه الحكومة الفاسدة، وعلى الرئيس هادي أن يستمع إلى صوت الشعب، وإلّا فنحن جاهزون لاقتلاع هذه الحكومة الفاسدة، التي جوّعت الشعب بقوة السلاح".
من جهتها، عززت قوات الأمن الخاصة تدابيرها الأمنية في مناطق قريبة من مخيمات الحوثيين.
وقال قائد نقطة أمنية قريبة من نقطة تجمع الحوثيين، عبد الغني تاج الدين:"نحن الآن مكلفون بحماية المدخل الغربي لصنعاء، وبمنع دخول أية جماعات مسلحة إلى داخل العاصمة". وأضاف: "سنتصدّى لأية جماعة مسلحة تريد العبث بأمن واستقرار البلاد".
بدوره، قال القيادي في تجمع أحزاب "اللقاء المشترك"، محمد الصبري:"لن نرضخ ولن نسلم بالأمر الواقع، الذي تريد جماعة الحوثي فرضه بقوة السلاح". وأوضح أنه "إذا سوّلت لهم أنفسهم الدخول، وفرض الأمر الواقع على صنعاء، بقوة السلاح، فإن هذا سيكون انتحارا".
وكان الحوثي قد أمهل، الأحد الماضي، السلطة حتى يوم الجمعة المقبل، لإقالة الحكومة، وإلا فسيُصعّد بـ"بخيارات أخرى"، لم يحددها.