الأحزاب التونسية تشتري صفحات "فيسبوك" قُبيل الانتخابات

21 أكتوبر 2014
كلما اقتربت الانتخابات ازدادت المنافسة (GETTY)
+ الخط -
وصلت حمى الانتخابات التشريعية في تونس إلى كل القطاعات. لكن أهم المستفيدين، هم أصحاب صفحات "فيسبوك" التي يُتابعها عدد كبير من المستخدمين. فقد بادرت بعض الأحزاب إلى شراء هذه الصفحات، وقام آخرون بتأجيرها طيلة الفترة الانتخابيّة ليُعرّفوا ببرامجهم، وكذلك استهداف خصومهم المفترضين من خلال إصدارات تتصيد أخطاءهم وتقوم بالتشهير بهم.
ويقول صاحب صفحة تضم نحو 500 ألف معجب، إنّه قام بتأجير صفحته لحزب ينافس في الانتخابات التشريعيّة لمدة شهر، بمبلغ يُقدَّر بخمسة آلاف دولار، وذلك بأنّ منحهم حق نشر كل ما يريدون في هذه الصفحة دون تمكينهم من كلمة العبور التي يحتفظ بها لنفسه. أما عن غايته من ذلك، فهي "أنه يتفق وهذا الحزب من حيث الأفكار، وصفحته تُعتبر واحدة من مصادر دخله الإضافية بما ينشر فيها".
موقع تونسي كان ينشط خلال حكم بن علي وله نسبة متابعة مرتفعة، اشتراه أحد الأحزاب ووظّفه لنشر أفكاره ورؤاه، ولاحظ متابعو هذا الموقع التغيير الجوهري في خطّه التحريري. وأكد أحد الناشطين السياسيين لـ "العربي الجديد" أنّ حزبه اقتنى حقّ استغلال العديد من الصفحات الفيسبوكيّة، وقام بتسخير فريق متكامل للعمل في هذه الصفحات حتى يعرّف بأفكار الحزب ويتصدى لخصومه، مُبيّناً أنّ هذه الصفحات تتمتّع بنسبة حضور مرتفعة جدا.
سوق الصفحات هذه نشطت في تونس التي يوجد فيها أكثر من أربعة ملايين حساب على صفحات "فيسبوك"، ما جعل هذا الأخير يتحول فى عديد من الأحيان إلى مصدر رئيسي يستقي منه التونسيّون أخبار وطنهم، وتقوم من خلاله بعض الأحزاب بتوجيه الرأي العام إلى الوجهة التي تخدم مصالحها. كما تقوم هذه الأحزاب بالتشهير السياسي، مستغلين في ذلك تجاهل القانون الانتخابي للمنصات والشبكات الاجتماعيّة، مكتفياً في رفضه التشهير السياسي على وسائل الإعلام التقليديّة.
إذاً، أصبح الصراع الانتخابي في تونس، صراعاً إلكترونياً بامتياز، خاصةً في ظلّ تهافت كل الأحزاب على الانتشار على الشبكة العنكبوتيّة، طمعاً في تحقيق مكاسب سياسيّة تجعلهم يحظون برضا الناخبين يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول؛ أي يوم الاقتراع في الانتخابات التشريعية.
المساهمون