الأردن: عودة الجدل بشأن تعديل المناهج الدراسية

04 فبراير 2017
المؤتمر الصحافي (العربي الجديد)
+ الخط -



بالتزامن مع عودة الدوام المدرسي في الأردن للفصل الدراسي الثاني، عاد الجدل حول التعديلات التي أدخلتها وزارة التربية والتعليم على الكتب المدرسية، الأمر الذي ينذر بتجدد موجه الاحتجاجات التي رافقت انطلاق العام الدراسي في سبتمبر/أيلول الماضي، وامتدت أسابيع من الاعتصامات تخللها حرق للكتب التي رأت قوى إسلامية أن مضامينها خرجت عن القيم الإسلامية والعربية.

حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، وكتلته في مجلس النواب، أعلنا في مؤتمر صحافي اليوم السبت عن دراسة نهائية للتعديلات التي طرأت على الكتب المدرسية للفصل الدراسي الأول، كاشفة عزمها إجراء دراسة مماثلة بشأن التعديلات التي طرأت على الكتب للفصل الدراسي الثاني الذي سينطلق منتصف الأسبوع الجاري.

أمين عام الحزب محمد أمين الزيود وضع التعديلات في سياق "المؤامرات التي تستهدف سلخ الأردن عن قيم الحضارة العربية والإسلامية"، مشيراً إلى أن التعديل المدروس استهدف حذف وإلغاء القيم الإسلامية التي كانت تتضمنها الكتب المدرسية.

كما شدد على أهمية إصلاح منظومة التعليم كمدخل أساسي لنهضة البلاد، وجدد موقف حزبه المؤيد لتحديث المناهج التعليمية وتطويرها. وعبّر عن رفضه ما اعتبره "محاولات التغريب التي يحاول بعضهم التسلل من خلالها إلى ثقافة المجتمع والنيل من عقيدة الأمة".





ووفقا للدراسة التي عرضتها النائبة هدى العتوم، فإن تعديل الكتب المدرسية للفصل الدراسي الأول انطوى على حذف 220 آية قرآنية من مادة اللغة العربية، إضافة إلى 39 حديثاً نبوياً و75 درساً ذات دلالات وقيم إسلامية. كما طاول الحذف في مادة التربية الإسلامية 39 آية قرآنية، و27 حديثاً نبوياً، وحذف واستبدال 46 درساً، واستبدال 143 موضوعاً في المحتوى.

وقالت العتوم، التي سبق لها أن شغلت موقع أمين سر نقابة المعلمين: "الهدف من الحذف والتعديل والاستبدال في مجمله إبعاد الطلبة عن ثقافتهم العربية الإسلامية، وزرع مفاهيم وقيم غريبة عن المجتمع". ولفتت إلى أن التعديل امتد ليطاول الثوابت الوطنية والقومية، خاصة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

ورأت العتوم أن الحل للخروج من أزمة الكتب المدرسية المعدلة، هي العودة إلى المناهج الدراسية قبل التعديل الذي أدخل عليها اعتبارا من العام الدراسي 2016، والعمل على تعديل وتطوير المناهج القديمة دون المساس بقيم وثوابت الأمة.

أما نقيب المعلمين السابق، ورئيس لجنة التعليم في الحزب، حسام المشة، فرأى أن تطوير المناهج الذي وصفه بـ "تخريب المناهج" جاء نتيجة إملاءات خارجية، هدفها حرف الأجيال القادمة عن قضايا الأمة، وخاصة الصراع العربي الإسرائيلي.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم أخيراً عن عزمها المضي في خطة تطوير العملية التربوية ومن بينها الكتب المدرسية. ويذكر أن وزارة التربية والتعليم أسندت في التعديل الذي أجراه رئيس الوزراء هاني الملقي منتصف يناير/كانون الثاني الماضي للاقتصادي عمر الرزاز، صاحب المواقف المؤيدة لتعديل المناهج الدراسية.