الأردن واللعب على الحبال

17 ديسمبر 2015
تتملّك الأردن شهية للانضمام إلى التحالفات(أرمند نيماني/فرانس برس)
+ الخط -
تتملّك الأردن شهية كبيرة للانضمام إلى التحالفات الدولية والإقليمية. حضر بقوة في التحالف الإسلامي للحرب على الإرهاب الذي أعلنت الرياض عن ولادته، وهذا ليس التحالف الأول وقد لا يكون الأخير الذي ينضم إليه الأردن، بعد أن دافع عن ضرورة وأهمية مشاركته فيه، وهو الذي دافع سابقاً عن ضرورة مشاركته في تحالفات سابقة.
إضافة إلى التحالف الإسلامي فالأردن عضو في التحالف الدولي للحرب على الإرهاب الذي تقوده أميركا، وهو كذلك عضو في التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، والأكثر إثارة أن الأردن ينسق مع التحالف الروسي للحرب على الإرهاب الذي ولد لمناكفة التحالف الدولي في إطار صراع النفوذ على المنطقة بين أميركا وروسيا، والأردن كذلك يتحمل عبئاً ثقيلاً لتنسيق جهود إعداد قائمة المنظمات الإرهابية في سورية.

الشهية الأردنية للمشاركة في التحالفات والاضطلاع بأدوار إضافية في الصراعات الدائرة في المنطقة تعكس اهتمام الأردن، وحرصه على أن يبقى حاضراً كلاعب بين لاعبين كبار يعملون على صياغة المشهد المعقد الذي يؤثر على المملكة بشكل مباشر لقربها من مسرح الحدث، لكنه يعكس في الوقت ذاته مواصلة الأردن تأدية دور المتأثر في الأزمة والتحالفات الدولية وانعكاساتها على الأرض وعليه من دون أن يصل إلى مرحلة التأثير.

مع طول أمد الأزمة السورية، غامر الأردن باللعب على الحبال، للحفاظ على علاقات متوازنة مع جميع أطراف المعادلة السورية المتعارضة، ومن بين تلك الأطراف نظام الأسد والجيش السوري، والمعارضة المسلحة وأحياناً الجماعات الإسلامية المتشددة على طراز جبهة النصرة، معتقداً أن خسارته لأي طرف ستخرجه من معادلة الحلول المستقبلية، وستجعله عرضة للتهديدات، وهو الحريص كل الحرص على المحافظة على أمنه وأمانه، وعلى الوصول إلى وضع يريحها من الضغوط السياسية التي تمارس عليها من قبل المختلفين حول الأزمة السورية، ويرفع عن كاهلها الضغوط الاقتصادية الناتجة عن استضافتها للاجئين. لكن الاستمرار بمواصلة اللعب على الحبال في تعامل المملكة مع الأزمة السورية يحمل مخاطر تتمثل باحتمال فقدان ثقة جميع الأطراف، وهي التي تقف في خندقهم وخندق أعدائهم.
المساهمون