وأكدت مصادر أمنية لـ"العربي الجديد"، أن قوات الأمن الفلسطينية انسحبت كليا من كافة المناطق المصنفة (ب أو ج)، والتي دخلتها بالتنسيق مع أجهزة الأمن الإسرائيلية خلال فترة الطوارئ.
وقالت تلك المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن "الانسحاب جاء على خلفية قرار السلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، ما ترتب عليه إخلاء المواقع والحواجز التي دخلتها ونصبتها قوات الأمن الفلسطينية في عشرات القرى والبلدات المصنفة (ب) و(ج) وفق اتفاقية أوسلو، وهي خاضعة لسيطرة أمنية إسرائيلية كاملة وفق الاتفاق".
وكانت إسرائيل قد سمحت قبل نحو شهرين لأجهزة الأمن الفلسطيني بالدخول بعتادها العسكري إلى تلك المناطق ضمن التعاون المعلن لمنع تفشي فيروس كورونا، حيث نصبت القوات الفلسطينية حواجز لأول مرة في تلك المواقع، لمتابعة العمال الفلسطينيين العائدين من العمل داخل الخط الأخضر.
وكانت مصادر كشفت لـ "العربي الجديد"، الأربعاء، أن الأمن الفلسطيني انسحب من بعض ضواحي القدس، بعد فترة من دخوله لتلك المناطق بعد تنسيق مع الإسرائيليين، لضبط الأوضاع هناك، ضمن إجراءات الحكومة الفلسطينية لمكافحة فيروس كورونا.
وكان سامي أبو غالية، وهو قيادي في حركة "فتح" بإقليم القدس، قد أكد في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، انسحاب قوات الأمن الفلسطينية من بلدتي أبو ديس والعيزرية جنوب شرق القدس، الأربعاء، وذلك تنفيذا لقرار وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، والذي تم إبلاغه رسميا بالقرار.
وجاء هذا الانسحاب الأمني الفلسطيني في مناطق مصنفة (ب) و(ج) بعد إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في 20 مايو/أيار الجاري، أن منظمة التحرير الفلسطينية، ودولة فلسطين قد أصبحتا في حل من جميع الاتفاقات والتفاهمات مع الحكومتين الأميركية والإسرائيلية، ومن جميع الالتزامات المترتبة عليها، بما فيها الأمنية، خلال اجتماع للقيادة الفلسطينية في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، للرد على مخططات حكومة الاحتلال الإسرائيلي لضم أجزاء من الضفة الغربية.
وأعلن عباس، في خطاب، أن المخطط الإسرائيلي لضمّ أجزاء من الضفة الغربية يظهر أن إسرائيل لم تعد تلتزم باتفاقيات السلام الموقعة مع الفلسطينيين، ليؤكد أن السلطة الفلسطينية أصبحت "في حِلّ من جميع الاتفاقات والتفاهمات مع الحكومتين الأميركية والإسرائيلية"، بما في ذلك اتفاقات التنسيق الأمني مع الدولة العبرية.
ولم يفصّل عباس قراره، وأعلن أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، الخميس، توقف الأجهزة الأمنية الفلسطينية عن تبادل المعلومات مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي أي إيه".
وقال عريقات "تم إخطار المخابرات الأميركية قبل 48 ساعة بأن الاتفاق معهم لم يعد ساري المفعول".