شهدت الانتخابات الأوروبية في فرنسا، اليوم الأحد، ارتفاع عدد المصوتين، بنسبة 3.5 في المائة إلى حدود منتصف النهار، مقارنة مع الانتخابات الأوروبية قبل 5 سنوات. ووصل عدد من أدلى بصوته من الصباح إلى منتصف النهار 19.26 في المائة، من بين 47 مليون فرنسي مدعوين لاختيار 79 نائباً برلمانياً في ستراسبورغ.
وكانت أحزاب سياسية عدّة قد عبّرت عن قلقها من استطلاعات للرأي مخيفة تتحدث عن رغبة أغلبية ساحقة من الفرنسيين، خاصة في أوساط الشباب، ما بين 18 و34 سنة، في مقاطعة الانتخابات.
وهو قلقٌ دفع الرئيس إيمانويل ماكرون للنزول بثقله وتوجيه دعوة حارة للشباب لممارسة حقهم حتى لا يقرر آخرون مكانهم. ووعد الرئيس بأنه في حال تصويت كثيف للشباب فقد يفكر في إنزال السن القانونية للتصويت إلى ما تحت 18 سنة.
كما أن أحزاب اليسار، هي الأخرى، عبرت عن خشيتها في انعكاس العزوف عن التصويت على نتائجها، خاصة وأن الرغبة في المقاطعة توجد بين ناخبي اليسار، وتتجاوز 30 في المائة لدى أنصار زعيم حزب "فرنسا غير الخاضعة" اليساري الراديكالي جان لوك ميلانشون.
ويبقى السؤال الرئيس في هذه الانتخابات، حسب وسائل الإعلام، يتمثل في من سيحل بالمرتبة الأولى. هل تكون زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، فتستعيد انتصار سنة 2014 وحصدها لـ24 نائبا، وهو ما يعني هزيمة لماكرون، الذي وعد بفعل كل شيء حتى لا تتبوأ مارين لوبان الرتبة الأولى، أم ستنتصر لائحته "الجمهورية إلى الأمام"، وهو ما سيساعد ماكرون في حملته من أجل تكامل أوروبي أكبر.
فيما سيعرف اليسار، الذي دخل الانتخابات من خلال 5 لوائح متصارعة، نتائج الاختلاف والتنافس وجدوى الاتحاد، خاصة أن استحقاقات مهمة تنتظره.
ومثل كلّ انتخابات فرنسية فقد شهدت حملات عنيفة وقاسية، سواء ما بين ماكرون ولوبان، أو ما بين لوبان وبين حزبي "الجمهوريون" اليميني و"انهضي فرنسا"، اليميني المتطرف، حيث غازلت لوبان ناخبي هذين الحزبين بشكل مباشر، بدعوى "التصويت المفيد"، لهزيمة ماكرون.
كذلك شنت لوبان هجوماً على حركة "فرنسا غير الخاضعة"، متهمة إياها بأنها لا تنتقد الإسلامويين بما يكفي، أملاً في جذب أكثر من ثلاثين في المائة من أنصار ميلانشون لا يرون اختلافات رئيسية بين حركتهم وبين حزب لوبان، اليميني المتطرف، في مواضيع عديدة، منها السيادة وكراهية الاتفاقيات الأوروبية، وتشجيع الصناعة المحلية.
ورغبة منه في تصدر اليسار الفرنسي، ضاعف ميلانشون وأنصاره من هجومهم على الإيكولوجيين، الذين ينافسونهم على الرتبة الرابعة، وعلى نسبة تتجاوز العشرة في المائة.