وقد سمح الحضور القليل للمندوبات في إبداء وجهة نظرهن من الأوضاع السياسية في تونس، فرأت إحداهن "إن وصول الإسلاميين للحكم مجدداً سيعيدنا إلى الوراء أكثر، لأن المطلوب تنمية حقيقية للإقتصاد والمجتمع وليس فقط خطاب ديني جاف". كذلك ترى سناء وهي مراقبة أخرى أن "المجتمع التونسي المثقف والواعي يقبل بنتيجة الانتخابات ويرحب بالآراء الأخرى"، مستبعدةً نيل حزب النهضة على الغالبية البرلمانية.
وعلى باب المركز، تعاونت المراقبات مع أعضاء الهيئة المستقلة على استقبال الناخبين وإرشادهم إلى خطوات التصويت مستفيدين من المناشير التوضيحية التي وضعتها اللجنة عند مدخل القلم. وفي حين عبّر عدد من الناخبين عن فرحتهم بالمشاركة في العملية الديموقراطية الأولى بعد الثورة من خلال التقاط الصور التذكارية أمام مدخل السفارة، بكت إحدى السيدات مطولاً "حرقةً على الأوضاع غير المستقرة في تونس"، قبل أن تواسيها صديقتها قائلةً: "تونس قوية بنا".
السفير التونسي: الأمن في لبنان مستقر
في الطابق الأول من مبنى السفارة يقع مكتب السفير التونسي في لبنان حاتم الصائم، الذي أعرب في حديث لـ "العربي الجديد" عن إطمئنانه للوضع الأمني في لبنان. ففي حين يختار نواب لبنان الوضع الأمني كذريعة لتمديد ولايتهم لمرة ثانية، يؤكد الصائم أن "الوضع الأمني في لبنان ملائم لإجراء الانتخابات التشريعية التونسية، وقد تعاونت معنا السلطات اللبنانية لإنجاح اليوم الانتخابي". علماً أن القوى الأمنية اللبنانية واكبت الاقتراع في السفارة أيضاً.
كما اطمأن الصائم إلى الأوضاع العامة في بلاده التي تشهد الإنتخابات التشريعية الأولى بعد ثورة الياسمين، ويصف الصائم الوضع الأمني في تونس بـ"الجيد، لكن القلق الحقيقي يتمثل في الوضع الإقتصادي غير المستقر الذي تعيشه تونس في الفترة الإنتقالية الحالية"، لكنه يستدرك سريعاً بالتأكيد أن "انتخاب المجلس التشريعي ثم إنتخاب رئيس جديد للبلاد في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل سيعيد الحركة الاقتصادية إلى وضعها الطبيعي".
يعول الصائم على "الرباعي" في تثبيت بوصلة المجتمع التونسي الذي انتفض للكرامة والحرية. ويضم التحالف الرباعي كبرى التجمعات في تونس وهي الاتحاد العام للشغل، ونقابة المحامين، واتحاد الصناعة والتجارة، ورابطة الدفاع عن حقوق الإنسان.
وفي مقابل المطبات التي تخللت المرحلة الانتقالية، يتحدث الصائم عن نجاحات حققتها الحكومة الانتقالية لا سيما على صعيد "إصلاح الدولة وتنحية الطبقة الفاسدة التي راكمها النظام السابق من خلال ولاءات العائلات الحاكمة في سلطته".