الانتفاضة العراقية: تظاهرات حاشدة ببغداد والجنوب.. وعلاوي يسرع خُطى مشاورات تشكيل حكومته
تصاعدت حدة التظاهرات والمسيرات الشعبية في بغداد والمحافظات الجنوبية، تعبيراً عن الغضب الشعبي إزاء الأحداث التي وقعت يوم أمس في النجف، والتي راح ضحيتها عدد من القتلى وعشرات الجرحى من المتظاهرين السلميين، وسط انتقادات للصمت الحكومي إزاءها، فيما ينشغل رئيس الحكومة المكلف، محمد علاوي، بمشاوراته وحوارات تشكيل حكومة جديدة.
وشُهدت ليلة دامية أمس، إثر اقتحام مجموعة مسلحة ساحة التظاهر في المدينة، وإحراق عدد من خيمها، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 11 متظاهراً وإصابة أكثر من 140 آخرين.
وتجددت قبيل ظهر اليوم الخميس التظاهرات في محافظة النجف، بعدما توافد المئات من الأهالي لينطلقوا بمسيرة حاشدة نحو ساحة الصدرين التي شهدت حادثة الأمس، وحمل المتظاهرون أعلام العراق، وصور "شهدائهم" الذين سقطوا يوم أمس.
ووفقاً للناشط المدني، بلال العلي، فإن "المئات توجهوا نحو ساحة التظاهر، معلنين مواصلة التظاهرات السلمية"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "جميع المتظاهرين مصرون على استمرار التظاهر السلمي".
وأضاف: "لا نتراجع عن حقوقنا وحقوق الشهداء. لا يمكن أن نترك دماء شهدائنا"، مشدداً على أن "التظاهرات مستمرة ولا تراجع".
وجرت التظاهرة والمسيرة الاحتجاجية، وسط إجراءات وانتشار أمني مكثف، في وقت عمت فيه التظاهرات الغاضبة أغلب المحافظات المنتفضة، إذ شهدت ساحة التحرير وسط بغداد مسيرات طلابية حاشدة، وحمّل المحتجون الحكومة مسؤولية أحداث النجف، مطالبين بمحاسبة مرتكبيها وفقاً للقانون.
كذلك تعالت الهتافات في محافظات ذي قار، خلال تظاهرات واسعة في مدينة الناصرية، وردد المتظاهرون عبارة "ذي قار كلها جنودك يا نجف فوتي بزودك"، واستمر الإضراب العام في مدينة الناصرية بعدما امتنع الطلاب عن الدوام.
Twitter Post
|
وجابت محافظة واسط مسيرات طلابية ردد فيها الطلاب هتافات و"هوسات شعبية" احتجاجاً على الاعتداء على متظاهري النجف، معبّرين عن تضامنهم معهم.
Twitter Post
|
ولم يختلف الحال في محافظات المثنى وميسان والبصرة وبابل وكربلاء، التي شهدت مسيرات غاضبة ضد أحداث النجف، وأكد المتظاهرون أن الحادث لن يثنيهم عن الاستمرار بالتظاهرات حتى تحقيق المطالب.
في الأثناء أعلن وزير الداخلية العراقية، ياسين الياسري، أن "رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي وجه بتشكيل لجنة تحقيق في أحداث النجف".
مقابل ذلك، تواصلت ردود الفعل الأممية المنتقدة لحادثة النجف، إذ أكدت الممثلة الأممية الخاصة للأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس بلاسخارت، في تغريدة لها على "تويتر"، أنها "تدين بشدة العنف والعدد المرتفع للضحايا في النجف الليلة الماضية"، داعية إلى "ضمان حماية المتظاهرين السلميين في جميع الأوقات، وليس بعد فوات الأوان".
Twitter Post
|
كذلك علّق سفير الاتحاد الأوروبي في العراق، مارتن هوث، على أحداث النجف، وقال في تغريدة إن "الترهيب والعنف ضد المتظاهرين على أيدي عناصر مسلحين، الذي سبب وفيات ليلة أمس في النجف، أمرٌ غير مقبول. لا بد من تحديد الجُناة ومحاسبتهم. هذه الأفعال الشنيعة تخرّب تحقيق أي تقدم سياسي".
Twitter Post
|
في الأثناء يواصل رئيس الحكومة المكلف، محمد علاوي، خطواته المتسارعة لتشكيل حكومته الجديدة، وفي هذا الإطار بدأ اليوم، رئيس الجمهورية، برهم صالح، زيارة لأربيل في إقليم كردستان العراق، لبحث الشروط الكردية المفروضة على علاوي للقبول بحكومته.
وبحسب مصادر سياسية عراقية، يسعى علاوي إلى الحصول على نتائج نهائية خلال اليومين المقبلين من كل القوى والكتل البرلمانية المعنية بتشكيل الحكومة، لافتة إلى أنه يسعى إلى أخذ ضمانات حول مرشحيه للوزارات وأيضاً بتمرير حكومته في البرلمان، وإذا لم يحصل ذلك، فقد يعتذر فعلاً عن المهمة.
وأجرى صالح لقاءات مع رئيس "الحزب الديموقراطي الكردستاني"، مسعود البارزاني، ومع رئيس الحكومة مسرور البارزاني، وبحث معهما وجهات النظر بشأن التطورات في العراق، وموضوع تشكيل الحكومة، ومحاولات الخروج من الأزمات التي تمرّ بها البلاد.
ونقلت وسائل إعلام محلية، عن مسرور البارزاني، قوله إن "الاجتماع مع صالح كان مثمراً، وناقشنا تشكيل الحكومة الجديدة".