نظّم الحراك الشعبي في الجزائر، اليوم الجمعة، سلسلة من المظاهرات في العاصمة وعدة مدن جزائرية، ردد فيها المتظاهرون شعارات مناوئة للسلطة ورافضة لإجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة في 12 يونيو/ حزيران المقبل، وتطالب خاصة بالإفراج الفوري عن الناشطين الموقوفين في السجون.
وردّ الحراك الشعبي في الجمعة الـ115، بشكل غاضب وعبر تعبئة حشود كبيرة، على القمع الشديد الذي مارسته قوات الشرطة في حق مظاهرات الطلبة الثلاثاء الماضي، إذ شهدت العاصمة الجزائرية واحدة من أكبر المظاهرات منذ استئناف التظاهر في 22 فبراير/ شباط الماضي.
وكان لافتاً، من خلال الهتافات والشعارات المرفوعة، وجود احتقان وغضب شعبي إزاء حملة القمع والاعتقالات الأخيرة التي طاولت عدداً من الناشطين، تعمد القضاء الجزائري إخلاء سبيل عدد منهم، مع وضعهم تحت الرقابة القضائية ومنعهم من المشاركة في أية مسيرات أو فعاليات سياسية ومدنية، فيما يقبع ما يقارب 60 ناشطاً في السجون.
وردد المتظاهرون هتافات "حرروا المساجين، أم يبيعوا الكوكايين". ورفع أحد المتظاهرين لافتة كتب عليها "الحرية للمعتقلين"، ولافتة أخرى كتب عليها "تهمة المساجين حبهم للوطن والتضحية من أجله".
وحدث احتكاك وتلاسن بين المتظاهرين وعناصر من الشرطة بالزي المدني قرب مسجد الرحمة وسط العاصمة، جراء محاولة اعتقال أحد الناشطين.
واعتقلت قوات الشرطة بعض الناشطين كانت تستهدفهم لدى خروجهم من مسجد الرحمة، بينهم الناشط البارز سمير بلعربي، قبل أن تطلق سراحهم بعد وقت قصير.
واستمرت مظاهرات الحراك في مهاجمة قيادات الجيش وجهاز المخابرات، بشعارات تنتقد هيمنة المؤسسة العسكرية على مقاليد السلطة، ووصفتها بـ"المافيا العسكرية"، كما رددت شعارات ترفض إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة التي تصفها بـ"المسرحية السياسية".
وشهدت مظاهرات اليوم مشاركة قادة أحزاب سياسية، بينهم رئيس "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" محسن بلعباس، والسكرتير السابق لـ"جبهة القوى الاشتراكية" علي العسكري، وحقوقيين على غرار المحامي مصطفى بوشاشي وعبد الغني بادي.
ورفع العلم الفلسطيني خلال المظاهرات دعماً للشعب الفلسطيني والهبة الأخيرة لسكان مدينة القدس ضد القمع الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المصلين ومحاصرتها لباحات الأقصى.
وشهدت ولايات أخرى مظاهرات صاخبة رفضا لإجراء الانتخابات البرلمانية، حيث شهدت مدن منطقة القبائل، كتيزي وزو وبجاية والبويرة، مظاهرات رفعت خلالها صور الناشطين المعتقلين، ولافتات مناوئة للسلطة، كما شهدت مدن عنابة وتبسة وسكيكدة وجيجل مظاهرات أيضا، ونظم ناشطون في مدن وولايات غربي الجزائر، كوهران ومعسكر وتيارت وتلمسان، فعاليات ووقفات تعبر عن التمسك بمطالب التغيير السياسي في البلاد، على الرغم من التضييق الذي مارسته قوات الشرطة واعتقالها عدداً من الناشطين.