البادية والأرياف مقصد الموريتانيين في موسم الإجازات

02 اغسطس 2016
يقصدون البوادي هرباً من ضجيج المدن وتلوثها (فيسبوك)
+ الخط -
مع بدء تباشير الخريف، يجهز الموريتانيون أنفسهم لموسم الإجازات، قاصدين الريف والبادية طلباً للراحة والاستجمام، وابتعاداً عن صخب المدن وهوائها الملوث.

وبدأ أغلب وزراء الحكومة إجازاتهم بعد اجتماع مجلس الوزراء الأخير. وبدأت قوافل السيارات التي تحمل الأسر الموريتانية في مغادرة المدن بأعداد كبيرة، خاصة مع عطلة نهاية الأسبوع.

والتوجه نحو البادية مع بداية كل خريف عادة موريتانية راسخة، فأغلب الأسر من الطبقتيْن الوسطى والفقيرة تفضل قضاء العطلة في قراها الأصلية في البوادي والأرياف. وتتحول تلك المقاصد مع عودة أهاليها إليها إلى أماكن للراحة والاسترخاء، إضافة إلى أنها تعتبر مراكز للألبان واللحوم التي يفضلها الموريتانيون.

ولدى أغلب سكان العاصمة والمدن الكبرى منازل في قراهم الأصلية، ومنهم من يبني مقراً مؤقتا، فينصبون الخيام في أغلب مناطق البادية الموريتانية، حيث يحصلون على الألبان واللحوم الحمراء بأسعار رخيصة. أما العمال والموظفون فيقصدون الأرياف القريبة من العاصمة لقضاء العطلة الأسبوعية.

ويبدأ موسم الخريف في موريتانيا عادة في النصف الثاني من شهر يوليو/تموز من كل عام حتى نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول، ويتزامن أيضاً مع العطلة السنوية للمدارس والجامعات.





الموظف أحمد ولد المصطفى قال لـ"العربي الجديد"، وهو على مشارف العاصمة نواكشوط في طريقه إلى ولاية لبركنة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع: "هواء العاصمة ملوث، ولا يوجد فيها مراكز للترفيه. نحن نعود للبادية حيث جذورنا، وهناك نشرب اللبن ونأكل اللحم، ونزور الأقارب، ونتعرف على أحوال قريتنا وبوادينا".

وأوضح ولد المصطفى أن لديه قطيعا من الغنم يتعهده بشكل منتظم، فهو إلى جانب وظيفته لديه اهتمام بتربية الأغنام. وأضاف "هذه هي طبيعة أغلب الموريتانيين، فنحن بدو لم تستطع المدينة أن تغيّر طبيعتنا تماما".

محمد سالم ولد معروف، وهو أستاذ تعليم أساسي، قال لـ"العربي الجدد" إنه خارج مع أسرته إلى ضواحي لعيون فى ولاية الحوض الغربي أقصى الشرق الموريتاني لقضاء إجازته، ولن يعود للعاصمة قبل بدء العام الدراسي مطلع شهر أكتوبر المقبل.

وأكد ولد معروف أن "الإجازة السنوية لا طعم لها إلا في البادية، وبين شلالات الماء، والأرض الخضراء، حيث يكون للطبيعة طعمها الحقيقي".

ويعتبر ولد معروف أن علاقة الموريتاني بالبادية "علاقة روحية، فنحن لا نجد ذواتنا في الفنادق والمنتزهات، وإنما في جلسة على كثيب رملي، أو زيارة لتامورتْ (إحدى أكبر بلديات موريتانيا) المليئة بالأشجار ومجاري المياه والنباتات الخضراء، كما نفضل لبن الغنم والإبل والبقر ولحومها على غيرها".