على غرار العازفين في محطات الأنفاق الأوروبية، الذين يتخذون من عزفهم سبيلاً للحصول على المال، كشكل أرقى من التسول، أصبح مدح النبي في مترو الأنفاق في القاهرة، تحديداً العربة المخصصة للسيدات، أحدث الصيحات الجديدة في التسول.
في عربة السيدات بمترو الأنفاق، تجدها عادة تنشد "قمر، قمر، قمر سيدنا النبي قمر، وجميل، وجميل، وجميل سيدنا النبي وجميل". ثم تتوقف فجأة مع اندهاش الراكبات لتقول "أنا مش بأشحت يا إخواتي، أنا مش عاوزة أمد أيدي وأطلب حسنة، أنا بأمدح سيدني النبي عليه الصلاة والسلام، وعايزاكم تردوا ورايا، لو ماردتوش هأضطر أمد أيدي وأشحت".
ثم تبدأ في الإنشاد من جديد وسط اندهاش الراكبات، فتقرر التوقف وتدمع عيناها، وتمد يدها "لله، الدنيا جارت عليا واضطرتني أمد أيدي، لله"، ومع تأثر الراكبات بالمشهد تخضع كل منهن لعملية التسول.
مشهد يتكرر يومياً، ولأنه جديد، يلقى قبولاً لدى الراكبات، اللاتي انصرفن عن مساعدة الشحاذين الذين يستخدمون أساليب تقليدية، فقد تطور التسول داخل المترو بمحطاته وعرباته، بدءاً من صورته الأولى الأكثر وضوحاً وهي "مدّ اليد" وطلب الحسنة، مروراً بالكشف عن العيوب الخلقية والعاهات للضغط بقوة على مشاعر المستهدف وتطويعه لإخراج ما في جيبه بكامل رضاه، ثم إقامة بعض المشاهد من قبيل "أنا أصلاً مش شحاته، أنا شنطتي إتسرقت ومحتاجة 2 جنيه عشان أعرف أروح"، أو "أنا مش من هنا أصلاً، وفلوسي ضاعت في المواصلات ومحتاج أي حاجة عشان أرجع بلدنا".
اقرأ أيضاً تقرير حقوقي: ارتفاع وتيرة "انتهاكات الأطفال" واستغلالهم جنسياً بمصر