التشديد الأمني أفقد سكان بغداد متعة العيد

22 اغسطس 2018
الشرطة منتشرة في مناطق العاصمة(صباح عرار/فرانس برس)
+ الخط -
شددت القوات العسكرية العراقية في بغداد، اليوم الأربعاء، إجراءاتها وكثفت تواجدها في أحياء العاصمة، تحسباً لهجمات إرهابية. وأثار تواجد عجلات عسكرية حربية في مناطق جانب الرصافة، مثل منطقة الباب الشرقي والكرادة وعرصات الهندية والزعفرانية، حفيظة المواطنين، وعدوا ذلك تقييداً لحرية الناس في أيام عيد الأضحى.

وقال مصطفى عبد الصمد، من حيّ الكرادة، لـ"العربي الجديد"، إن "الأجواء في المدينة مشحونة بالرعب، فالكرادة تحولت إلى ثكنة عسكرية، وعلى بعد كل مائتي متر هناك قوة عسكرية إما من الجيش أو الشرطة الاتحادية، ولا وجود للشرطة المحلية التي من المفترض أن تمسك زمام الأمن في الأحياء السكنية والأسواق التجارية".

وأشار إلى أن "القوات الأمنية شددت تواجدها عند نقاط التفتيش ما تسبب بحدوث ازدحام كبير عند مداخل الكرادة، وبقاء الكثير من العوائل البغدادية في بيوتها دون الخروج في أيام العيد".

وأضاف أن "القوات تتعامل مع كل الناس على أنهم إرهابيون، فالعناصر الأمنية المتواجدة عند بداية الطرق الفرعية في الكرادة تتفحص كل المارة، ما تسبب بغضب شعبي وتساؤل عن سر ما يحدث"، مبيناً أن "الكثير من العوائل كانت تعلم بأن هذه المعاملة العسكرية ستحدث لهم، فسافروا إلى خارج البلاد للتمتع بأيام العطلة، أو إلى إقليم كردستان حيث الأجواء هي أفضل من العاصمة بغداد".

وأشار علي زويد، وهو صاحب محل للألبسة الرجالية، إلى أن "الانتشار العسكري الكبير في أحياء الرصافة تسبب بخسارتنا، فالناس صاروا يفكرون بالذهاب إلى المنصور (جانب الكرخ) وشراء الملابس من هناك، كون التواجد الأمني ونقاط التفتيش أقل"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "القوات تعمل على خطتها قبل أيام العيد بيومين أو أكثر، وتغلق الطرق الرئيسة والفرعية، وذلك أثر على وصول الزبائن إلى محالنا والتبضع".

وبحسب ضابط في جهاز الأمن الوطني، المرتبط بمكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، فإن قيادة عمليات بغداد (الجهة المسؤولة عن أمن العاصمة)، عززت تواجد العناصر الأمنية في جانب الرصافة تحديداً، ونشرت القليل من القوات الإضافية في جانب الكرخ.

وقال الضابط الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، إن "القيادة العسكرية شددت من إجراءاتها الأمنية في عموم أحياء بغداد لاسيما في الرصافة، على أطراف العاصمة في منطقة أبو غريب والمحمودية، ونشرت نقاط تفتيش إضافية ثابتة ومتحركة عند مداخل ومخارج الأحياء، وفي الطرق الرئيسة والفرعية بالتزامن مع احتفالات عيد الأضحى المبارك".

وعن تلقي العاصمة تهديدات من تنظيم "داعش"، أشار الضابط إلى أن "العاصمة تتلقى تهديدات مستمرة من التنظيم الإرهابي إلا أن القيادة العسكرية لا تتعامل بجدية مع هذه التهديدات، لا سيما بعد أن اتضح أكثر من مرة أن مصدر التهديدات يكون من قبل مراهقي داعش المتواجدين في مناطق متفرقة من العاصمة، وليس بإمكانهم ارتكاب عمل سيئ خطير"، لافتاً إلى أن "عمليات بغداد تتعامل بجدية كاملة مع التهديدات خلال أيام المناسبة الشعبية والأعياد".

كذلك أكد عضو اللجنة الأمنية في المجلس المحلي لمدينة بغداد، سعد المطلبي، أن "أحياء جانب الرصافة من العاصمة مستهدفة دائماً من الإرهاب بسبب الحيوية الدائمة فيها ونسبتها السكانية العالية، ولا تستطيع القوات الأمنية التراخي خلال الاحتفالات بالمناسبات والأعياد"، مشيراً في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن "القوات الأمنية في بغداد استطاعت منذ بداية العام الحالي وحتى الآن إفشال أكثر من عملية إرهابية كانت تريد استهداف المواطنين. الأجهزة الاستخباراتية تعمل جيداً ونشر العناصر الأمنية هو قضية ضرورية، تحديداً في أيام المناسبات".
دلالات