شهدت مدينة نيويورك اليوم الأحد، على هامش اجتماعات الجمعية العامة، أكبر تظاهرة عالمية حول المناخ، بحسب منظميها الذين قدروا عدد المتظاهرين بأكثر من ثلاثمائة ألف شاركوا في مسيرة خاصة.
وتأتي المسيرة كجزء من احتجاجات عالمية تم التنسيق لها في أكثر من 2000 مدينة، في 166 دولة. وبحسب رئيس المنظمة البيئية "مجموعة 350"، ميك ماكبين، وهي إحدى المنظمات الرئيسية الداعية إلى الاحتجاجات، فإن أكثر من 1400 منظمة، من الولايات المتحدة والعالم، شاركت ودعمت هذه المسيرة وغيرها من المسيرات.
ويطالب المحتجون بالتصدي بشكل فعال وحازم لظاهرة التغير المناخي. وتعد هذه الخطوة جزءاً من حزمة من خطوات من أجل الضغط وبعث رسالة واضحة لزعماء العالم المجتمعين في نيويورك، مفادها أن هناك دعماً شعبياً واسعاً للتصدي للتغيرات المناخية ودعم خفض الانبعاثات الكربونية. وتعقد المسيرات حول العالم تحت شعار"مسيرة الشعوب المناخية".
وستشهد مدينة نيويورك مسيرات إضافية خلال الأسبوع تطالب زعماء العالم بالتوقيع على الاتفاقيات الدولية وأخذ خطوات أكثر حزماً في هذا الشأن، وخاصة بعد فشل قمة كوبنهاجن حول المناخ عام 2009.
ويتوافد هذا الأسبوع على مدينة نيويورك، لحضور اجتماعات الجمعية العامة أكثر من 140 رئيس وزعيم، وعلى جدول أعمالهم مؤتمر يعقد في هذا الشأن، الثلاثاء، مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون.
ويسبب غياب كل من زعماء الصين، وكندا وألمانيا، وروسيا، والهند وأستراليا عن قمة يوم الثلاثاء سخطاً لدى كثير من الناشطين في هذا المجال. وعلى الرغم من أنه لن تتخذ أي قرارات في اجتماع الثلاثاء، وسترسل أغلب الدول التي يغيب زعماؤها عن اجتماع الثلاثاء وزراء لوزارات مختصة يمثلون بلادهم في هذا الشأن. لكن المحتجين يخشون أن يكون غياب زعماء دول صاعدة وصناعية إشارة إلى عدم التزامها الجدي في هذا الشأن.
وتعد قضية المناخ من القضايا الرئيسة التي يضعها الأمين العام على سلم أولويات نقاشات اجتماعات الجمعية العامة لدورتها الـ69، إضافة إلى مكافحة الإرهاب. ولن تخرج الاجتماعات حول المناخ بقرارات، لكنها ستكون إحدى الخطوات الرئيسة التي سيتوصل زعماء العالم بموجبها إلى اتفاقات تحد من الانبعاثات الغازية، بغية التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن بحلول عام 2015 في اجتماعات مؤتمر باريس حول البيئة.
وحضر مسيرة نيويورك بان كي مون، إضافة إلى عدد من المشاهير من عالم السياسة والفن، ومن بينهم وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، والنجم السينمائي ليوناردو دي كابريو الذي أُعلن الأسبوع الماضي عن تعيينه مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة لشؤون التغير المناخي.