عرفت أدبيات التنمية نظريات محددة، منها التنمية المتوازنة، والتنمية غير المتوازنة، والتنمية بالدفعة القوية، أما الوضع الحالي في ضوء الحملة الإعلامية لمؤتمر "مستقبل مصر"، فيعكس وجود نظرية جديدة هي "التنمية بالتمني".
مفردات هذه النظرية، أن المستثمرين الأجانب لم يعرفوا مصر من قبل، وأنهم سيكتشفونها في مؤتمر شرم الشيخ الذي بدأ فعالياته، أمس، وسيتدافعون عليها بطائراتهم وسفنهم، محملين إياها بأموالهم، كأنهم أعادوا اكتشاف أميركا.
فالوزراء لا يكفون كل يوم عن مشروعات جديدة سوف تطرح على المستثمرين بالمؤتمر الذي يستمر حتى غداً، ولم تفوت المحافظات الفرصة لتعلن بصفة دائمة عن إضافة مشروعات جديدة على قائمة مشروعاتها التي ستتحف بها المؤتمر، كما أعلنت المصارف الحكومية في مصر استعدادها لتمويل مشروعات القمة.
وبما أن مصر لديها مشروعات ولديها تمويل، فهي تعقد المؤتمر فقط لكي ينال المستثمرون شرف زيارتها، وأن المستثمرين يشرفهم أن يحظوا بمشروع استثماري في مصر، وسط استقرارها الأمني والسياسي ومعدلات النمو العالية ومعدلات التضخم المتدنية، وأن المستثمرين لا يجدون أي صعوبات في تحويل أموالهم بالدولار الذي لا تجده مصر!
المحصلة أن الجميع يركز على أن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر ستكون بحدود 60 مليار دولار خلال أربع سنوات، وأنهم يتوقعون تحقيق 15 مليار دولار خلال المؤتمر، وحتى رئيس الوزراء إبراهيم محلب، خرج ليبشر بأن مؤتمر الاستثمار سيكون كل عام.
زفة الإعلام عن عدد المشاركين تجعلك لا تحترم هذه الوسائل الإعلامية، فهل كل مشارك في المؤتمر سيخرج بتعاقد على مشروع مثلًا؟ أم أن كل هيئة دولية ستحضر ستنال الرضا من الحكومة المصرية بتوقيع اتفاقية لمنحة أو قرض؟
لا يريد المروجون للمؤتمر، أن يفيقوا من غفلتهم المقصودة، ومحاولتهم أن يعيشوا نشوة نجاح غير حقيقي، فالأولى أن يتم التعامل مع المؤتمر بواقعية، تكسب القائمين على أمره احترام المواطن المصري أولاً، ثم المستثمرين الأجانب والمؤسسات الدولية ثانياً.
التنمية ليست أماني، وبخاصة إذا تم ربطها بمشاركات خارجية، فيمكن أن تكون التنمية طموحا تؤيده شواهد الواقع، من صحة الإرادة السياسية، التي تعمل على إيجاد مناخ ديمقراطي، ومكافحة للفساد، والنهوض بالتعليم، وربطه باحتياجات سوق العمل، وتحسين المرافق الأساسية.
أما التنمية بالأغاني والتصريحات المبالغ فيها، أو توقعات بتدفق الاستثمارات الأجنبية على غير هدى، فهو أحد مظاهر التخلف الذي هو ضد التنمية.
اقرأ أيضا:
المؤتمر الاقتصادي: ثرثرة في شرم الشيخ
مفردات هذه النظرية، أن المستثمرين الأجانب لم يعرفوا مصر من قبل، وأنهم سيكتشفونها في مؤتمر شرم الشيخ الذي بدأ فعالياته، أمس، وسيتدافعون عليها بطائراتهم وسفنهم، محملين إياها بأموالهم، كأنهم أعادوا اكتشاف أميركا.
فالوزراء لا يكفون كل يوم عن مشروعات جديدة سوف تطرح على المستثمرين بالمؤتمر الذي يستمر حتى غداً، ولم تفوت المحافظات الفرصة لتعلن بصفة دائمة عن إضافة مشروعات جديدة على قائمة مشروعاتها التي ستتحف بها المؤتمر، كما أعلنت المصارف الحكومية في مصر استعدادها لتمويل مشروعات القمة.
وبما أن مصر لديها مشروعات ولديها تمويل، فهي تعقد المؤتمر فقط لكي ينال المستثمرون شرف زيارتها، وأن المستثمرين يشرفهم أن يحظوا بمشروع استثماري في مصر، وسط استقرارها الأمني والسياسي ومعدلات النمو العالية ومعدلات التضخم المتدنية، وأن المستثمرين لا يجدون أي صعوبات في تحويل أموالهم بالدولار الذي لا تجده مصر!
المحصلة أن الجميع يركز على أن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر ستكون بحدود 60 مليار دولار خلال أربع سنوات، وأنهم يتوقعون تحقيق 15 مليار دولار خلال المؤتمر، وحتى رئيس الوزراء إبراهيم محلب، خرج ليبشر بأن مؤتمر الاستثمار سيكون كل عام.
زفة الإعلام عن عدد المشاركين تجعلك لا تحترم هذه الوسائل الإعلامية، فهل كل مشارك في المؤتمر سيخرج بتعاقد على مشروع مثلًا؟ أم أن كل هيئة دولية ستحضر ستنال الرضا من الحكومة المصرية بتوقيع اتفاقية لمنحة أو قرض؟
لا يريد المروجون للمؤتمر، أن يفيقوا من غفلتهم المقصودة، ومحاولتهم أن يعيشوا نشوة نجاح غير حقيقي، فالأولى أن يتم التعامل مع المؤتمر بواقعية، تكسب القائمين على أمره احترام المواطن المصري أولاً، ثم المستثمرين الأجانب والمؤسسات الدولية ثانياً.
التنمية ليست أماني، وبخاصة إذا تم ربطها بمشاركات خارجية، فيمكن أن تكون التنمية طموحا تؤيده شواهد الواقع، من صحة الإرادة السياسية، التي تعمل على إيجاد مناخ ديمقراطي، ومكافحة للفساد، والنهوض بالتعليم، وربطه باحتياجات سوق العمل، وتحسين المرافق الأساسية.
أما التنمية بالأغاني والتصريحات المبالغ فيها، أو توقعات بتدفق الاستثمارات الأجنبية على غير هدى، فهو أحد مظاهر التخلف الذي هو ضد التنمية.
اقرأ أيضا:
المؤتمر الاقتصادي: ثرثرة في شرم الشيخ