توجهت مئات الأسر التونسية إلى الشواطئ والبحار خلال إجازة عيد الأضحى، هرباً من درجات الحرارة المرتفعة التي سجلت في أغلب المحافظات، واختارت كثير من العائلات اختصار طقوس الأضحى مثل الأضحية والولائم والتزاور، والتوجه إلى شواطئ المدن الساحلية لقضاء العيد.
وتعيش تونس موجة حرارة غير مسبوقة منذ الأربعاء الماضي، وسط توقعات بأن تستمر لعدة أيام قادمة، وفق مصالح الرصد الجوي، التي أعلنت أن الحرارة وصلت إلى 44 درجة مئوية في المحافظات الغربية، بارتفاع يصل إلى 8 درجات، مقارنة بالمعدلات المعتادة في ذات الفترة من شهر أغسطس/آب.
وقال خبير الأرصاد الجوية، محرز الغنوشي، إن أغلب المدن التونسية سجلت معدلات حرارة قياسية، بسبب الرياح الجنوبية التي تهب على البلاد، مرجحا استمرار الطقس الحار طوال الأسبوع الجاري، وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن على المواطنين اتخاذ إجراءات وقائية لحماية كبار السن والأطفال من الحر، وتجنب التعرض للشمس على شاطئ البحر خلال فترة الذروة، مفضلا السباحة في الصباح الباكر أو بعد تراجع درجات الحرارة في المساء.
ولم تكن السباحة في البحر ضمن عادات التونسيين في العيد، إذ كانوا يفضلون البقاء في منازلهم، والتزاور العائلي، إلا أن ارتفاع درجات الحرارة خلال السنوات الأخيرة غيّر من عاداتهم ودفعهم إلى البحر بحثا عن طقس ألطف، خصوصاً أن شواطئ تونس على البحر المتوسط تمتد على طول 1300 كلم.
وشهدت أغلب الشواطئ الشعبية تزاحم المصطافين، كما عرفت النزل نشاطا خلال أيام العيد، وارتفعت الحجوزات في الفنادق التي تمر بأزمة ركود نتيجة جائحة كورونا التي عصفت بالموسم السياحي، إذ يعد البحر متنفسا لكل الشرائح الاجتماعية التي لا ترغب في تكبد الكثير من المصاريف، فيما يذهب الميسورون ماديا إلى المنتجعات السياحية.