الجزائريون يودعون "الرجل القوي" قايد صالح وصلاة الغائب في مساجد الجمهورية
وتقدم الرئيس تبون، ورئيس أركان الجيش الوطني بالإنابة اللواء سعيد شنقريحة والقيادات المدنية والعسكرية موكب تشييع جثمان الفريق صالح، الذي غيبه الموت يوم الاثنين الماضي، إثر أزمة قلبية عن عمر ناهز الثمانين عامًا أمضى أكثر من ستة عقود منها في الجيش.
وخصّصت الرئاسة الجزائرية مكاناً في مربّع الشهداء بمقبرة العالية في العاصمة الجزائرية لدفن الفريق أحمد قايد صالح تكريماً له استثناءً، إذ إن مربع الشهداء مخصص لكبار قادة الثورة الجزائرية التحريرية في الفترة الاستعمارية من الاحتلال الفرنسي، أو لرؤساء الجزائر.
والفريق أحمد قايد صالح، الذي وافته المنية بعد أحد عشر يوماً فقط من إجراء الانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن فوز تبون، عسكري محترف قضى أكثر من 60 عاماً في صفوف القوات المسلحة الجزائرية وخدم في مناطق عسكرية عديدة في البلاد، وتمت ترقيته إلى رتبة لواء عام 1993، ثم أصبح قائداً للقوات البرية في العام التالي، ثم رئيساً لأركان الجيش عام 2006 مع ترقيته إلى رتبة الفريق.
وفي الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2013 تم تعيين الفريق صالح نائباً لوزير الدفاع الوطني إلى جانب رئاسة أركان الجيش.
وسار الموكب الجنائزي، اليوم الأربعاء، من "قصر الشعب" بقلب العاصمة الجزائرية، فيما ودّع المواطنون القايد صالح في طرقات الجزائر.
وتجمع مئات الجنود برفقة مئات المواطنين وساروا نحو "ساحة أديس أبابا" ثم "نهج الاستقلال" ثم "ساحة أول ماي" ثم شارع "جيش التحرير"، إذ اصطفت جموع غفيرة من المواطنون في الشوارع، حاملة الراية الوطنية لتوديع الفقيد، ووجهت له التحية العسكرية، قبل أن يوارى الثرى بمقبرة العالية.
وردد المشيعون: "جيش شعب خاوة خاوة، قايد صالح مع الشهداء"، "قايد صالح بطل الأمة" تكريماً لصالح الذي ظل يردد طيلة الأزمة السياسية التي عاشتها الجزائر منذ الـ22 فبراير/ شباط الماضي أنه لن "تسيل قطرة دم جزائري في الاحتجاجات وأنه لا ينسى تضحيات الشهداء إبان الثورة التحريرية".
وقال عبد العليم من ولاية غيليزان، لـ"العربي الجديد"، إنه جاء برفقة أصدقائه لتوديع "الرجل الشهم الذي حافظ على وحدة الجزائريين"، مشيراً إلى "أن الجزائر تشهد اليوم أكبر جنازة تاريخية منذ الاستقلال بعد جنازة الرئيس الراحل هواري بومدين والرئيس الراحل محمد بوضياف، اللتين سمعنا عنهما فقط، لكننا كشباب نحضر اليوم أكبر جنازة التف حولها الجزائريون".
وامتلأت شوارع الجزائر بجموع المودعين، وسط أجواء من الحزن والحداد، بينما رفع البعض شعارات "أسد الجزائر يبقى في قلوب الجزائريين" و"جيش الشعب خاوة خاوة".
من جهته، قال يسين مدور، وهو أحد الجنود، لـ"العربي الجديد"، إن "الجزائر فقدت أحد أعمدتها وقادتها، والجيش باقٍ على وعده"، مضيفاً أن "قدماء المقاومين في الفترة الأمنية العصيبة متشبعون بمبادئ أول نوفمبر/ تشرين الثاني والثورة التحريرية ويحافظون على العهد ويوفون بالوعد أن الوطن أبقى".
كذلك، أقام الجزائريون صلاة الغائب على الراحل أحمد قايد صالح في جميع المساجد في البلاد، مباشرة بعد صلاة الظهر.
وأعلن الرئيس تبون حداداً وطنياً لمدة ثلاثة أيام عبر كامل التراب الوطني، ولمدّة سبعة أيّام بالنسبة للمؤسّسة العسكرية.