الجزائر: تجدد تظاهرات الطلاب ضد ترشح رموز نظام بوتفليقة للانتخابات الرئاسية

الجزائر
60244E7B-773C-460F-B426-426EBC60D89E
عثمان لحياني
صحافي جزائري. مراسل العربي الجديد في الجزائر.
01 أكتوبر 2019
622DB8F7-331F-4281-9AD1-F2F2693694EB
+ الخط -

خرج الآلاف من طلبة الجامعات مجدداً في عدة مدن جزائرية، أبرزها العاصمة وبجاية وتيزي وزو وعنابة، شرقي الجزائر، في مظاهرات هي الـ32 في عمر الحراك الطلابي، منذ بدء الحراك الشعبي في الجزائر في الـ22 من فبراير/شباط الماضي، لتجديد المطالب السياسية باستبعاد رموز نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة ورفض عودة عدد من رموز نظامه عبر الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وتجمع الطلبة، صباح اليوم، في ساحة الشهداء، وسط العاصمة الجزائرية، قبل بدء مظاهرة جابت شوارع العربي بن مهيدي وساحة الأمير عبد القادر وصولا إلى الساحة القريبة من البريد المركزي وساحة أودان قرب الجامعة المركزية.

ورفع المتظاهرون شعارات رافضة لبقاء حكومة نور الدين بدوي وبقاء رموز النظام بوتفليقة، والمطالبة بالتغيير السياسي الجذري، ورفض إجراء الانتخابات حتى تحقيق كامل مطالب الحراك الشعبي.

وقال عبد الوهاب سحنون، الطالب بكلية الطب بالعاصمة، إن "استمرار وبقاء منظومة الحكم الحالية سيعطل ماكينة التغيير المنشود منذ بدء الحراك الشعبي"، مشيداً في تصريحات لـ"العربي الجديد"، بالخطوات التي أقدمت عليها السلطة في الجزائر بتفعيل دور السلطة العليا المستقلة للانتخابات، لكنه اعتبر أنها خطوة "غير كافية في ظل بقاء حكومة أنتجها نظام بوتفليقة".

"لا انتخابات مع العصابات"

ورفع الطلبة شعار "لا انتخابات مع العصابات"، و"نريدها انتخابات مستقلة ولا نريد عهدة خامسة"، في إشارة إلى رفض ترشح رموز نظام بوتفليقة، في صورة رئيس الحكومة السابق عبد المجيد تبون ووزير الثقافة عز الدين ميهوبي، وردد المحتجون هتافات "بركات بركات كفاية من حكومة العصابات"، ورفعوا صورا لعدد من المترشحين عليها علامات حمراء.

وقال بن يسعد محمد، وهو ناشط طلابي، لـ"العربي الجديد"، إن "ترشح هؤلاء هو استفزاز واضح للشعب، كنا ننتظر أن يعتذروا عن مشاركتهم في حكومات الفساد، أو محاسبتهم عن ذلك، فإذا بهم يعلنون بكل جرأة عن أنفسهم كمرشحين، هذا يعزز الشكوك في أن النظام يلعب لعبة سياسية ليس إلا".

مدنية الدولة

وانتقدت مظاهرات اليوم مواقف قائد الجيش أحمد قايد صالح ورفعت شعارات تشدد على "مدنية الدولة" ورفض أي هيمنة للمؤسسة العسكرية على المشهد والقرار السياسي، إضافة إلى استنكار واضح لحملة الاعتقالات التي طاولت منذ أسبوعين عددا من الناشطين في الحراك، حيث رفعت صور الموقوفين، ككريم طابو وسمير بلعربي وفوضيل بومالة والمناضل الثوري لخضر بورقعة.

واعتبر الطالب الجامعي في كلية الحقوق والعلوم الإدارية بجامعة الجزائر بلقاسم عمران، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "التغيير يكون إيجابياً ويلبي طموحات الجزائريين عند إطلاق سراح الموقوفين في مسيرات الحراك"، مبيناً أن "الاعتقالات تخلق مزيداً من التوتر ولن تشجع الشباب على الذهاب إلى الانتخابات أصلاً".

رفض التدخل الأجنبي

ودخل على الخط، اليوم، موقف لافت للحراك الطلابي ضد التدخلات الأجنبية في الشأن الجزائري، ورفعت شعارات مناوئة للاتحاد الأوروبي على خلفية تصريحات لرئيسة اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان، ماري أرينا، بشأن تطورات الوضع في الجزائر والتنديد بحملة الاعتقالات التي تطاول الناشطين. وبالرغم من أن موقفا كهذا يصب في صالح دعم الحراك، إلا أن الموقف الطلابي يكرس أيضا خصوصية شعبية في الجزائر حذرة وحساسة ضد التدخلات الأجنبية في الشأن الداخلي.

وعرفت مظاهرات اليوم وجوداً أمنياً مشدداً في قلب العاصمة الجزائرية، دون أن يحدث أي احتكاك بين رجال الأمن والطلبة المتظاهرين الذين يصرون على الحفاظ على سلمية المسيرات، عبر شعار يرفع باستمرار "سلمية سلمية".

وشارك عدد كبير من المواطنين الذين انضموا إلى مسيرات الطلبة وسط العاصمة الجزائرية بشكل مماثل لمسيرات جرت الثلاثاء في ولايات عنابة وسطيف وبجاية وتيزي وزو، حيث انضم في هذه الأخيرة الأساتذة الجامعيون للطلبة في الدعوة إلى إقرار التغيير الجذري وتحقيق مطالب الحراك الشعبي.


وتأتي المظاهرات الجديدة للطلبة في الوقت الذي باشرت السلطة العليا المستقلة للانتخابات في استقبال المرشحين الذين بلغ عددهم حتى مساء أمس 92 مرشحاً، لسحب استمارات التواقيع تمهيداً للانتخابات المنتظر تنظيمها في الـ12 من ديسمبر/كانون الأول المقبل.

ذات صلة

الصورة
تظاهرة في الجزائر دعما لغزة / أكتوبر 2023 (العربي الجديد)

سياسة

جددت أحزاب سياسية في الجزائر مطالباتها السلطة بفتح الفضاءات العامة والسماح للجزائريين بالتظاهر في الشارع دعماً للشعبين الفلسطيني واللبناني وإسناداً للمقاومة.
الصورة
فارسي سيكون إضافة قوية للمنتخب الجزائري (العربي الجديد/Getty)

رياضة

يشهد معسكر المنتخب الجزائري الجاري حالياً في مركز سيدي موسى بالعاصمة الحضور الأول للظهير الأيمن لنادي كولومبوس كرو الأميركي محمد فارسي (24 عاماً).

الصورة
إيمان خليف تعرضت لحملة عنصرية أولمبياد باريس 2024 (العربي الجديد/Getty)

رياضة

وصل الوفد الجزائري، أمس الاثنين، إلى البلاد بعد مشاركته في أولمبياد باريس 2024، وكانت الأنظار موجهة بشكل أكبر صوب الثلاثي المتوج بالميداليات.

الصورة
جمال سجاتي بعد تتويجه بالميدالية البرونزية على ملعب ستاد فرنسا، 10 أغسطس/آب 2024 (Getty)

رياضة

اجتمع عدد من سكان بلدية السوقر في مقاطعة تيارت غربي الجزائر في صالة متعددة الرياضات، وهناك نصبوا شاشة عملاقة من أجل متابعة ابن منطقتهم جمال سجاتي (25 عاماً).