22 نوفمبر 2024
الجنون والزناد النووي
مع تصاعد التهديدات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، يحبس العالم أنفاسه بانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع، وخصوصاً أن أجواء الحرب، إلى الآن، تتقدّم على ما دونها. ويشير منطق الأمور إلى أن الأزمة لا بد أن تنتهي من دون الانزلاق إلى ما هو أخطر، وأن عقلاء العالم سيتدخلون لمنع اندلاع حرب نووية، لن تقتصر تداعياتها على الشرق الآسيوي، وستتمدد إلى الأميركيتين، وربما إلى أوروبا. حرب يمكن تخيل ما قد تؤدي إليه في حال اندلاعها في ظل امتلاك البلدين ترسانة نووية لن يتوانيا عن استخدامها.
غير أنه لا يمكن التعويل على المنطق في الأزمة الحالية، في ظل وجود دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وكيم جونغ أون في زعامة كوريا الشمالية، إذ سيكون الجنون سيكون هو المتحكم في مسارات الأزمة، وخصوصاً في حال صدقت التصريحات التي تطلق من الجانبين بالاستعداد لتوجيه ضربات عسكرية. فالمسؤولون الأميركيون يجزمون بأنه لا حل إلا بتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام في كوريا الشمالية، وأن ترامب سيصدر أوامر بذلك قريباً. على المقلب الآخر، يعلن الكوريون الشماليون أن خطة ضرب جزيرة غوام الأميركية أصبحت شبه جاهزة، وهي ستكون بانتظار التنفيذ.
لا شك في أن هذه التصريحات تشيع أجواء مرعبة في شرق آسيا، وما يزيد من خطورتها هو الجنون الذي يتحكّم بمسؤولي البلدين موضع الأزمة، والتي قد تتحول بسهولة إلى حرب عالمية ثالثة، في حال قرار أي من الطرفين تنفيذ تهديداته، ولا سيما أن الاصطفافات الدولية تسمح بتكون محاور وتحالفاتٍ تغذّي المعارك. ففي الطرف الأميركي، ستصطف الدول الأوروبية واليابان وراء الولايات المتحدة في حال اندلاع الحرب، وخصوصاً أنه لا فرصة للرجوع إلى الوراء بعد الضغط على الزناد، وإطلاق أول الصواريخ باتجاه كوريا الشمالية. في الجهة الكورية أيضاً، وعلى الرغم من عدم رضا الصين وروسيا عن أداء كيم جونغ أون، والامتعاض الكبير من طيشه، وهو ما تعبر عنه بكين في التسريبات الصحافية الكثيرة التي تصدر في وسائل إعلام كوريا الجنوبية تحديداً، إلا أنه بالتأكيد لن تتركه للتفرد الأميركي، وستسعى إلى الحد قدر الإمكان من خسائرها الاستراتيجية في شبه الجزيرة الكورية، وخصوصاً أن أي هزيمة لمصالحها ستحسب لغريمها الياباني. الأمر نفسه بالنسبة إلى موسكو، والتي تأخذ مسافة من كوريا الشمالية، غير أنها أيضاً لن تسمح للولايات المتحدة بالدخول على خط حليفها الصيني، وهي سبق أن أوقفت عقوبات ضد كوريا الشمالية في مجلس الأمن.
حسابات كثيرة من الممكن أن تفتح، في حال وصلت الأمور إلى مرحلة مواجهةٍ عسكرية في المنطقة، ودول كثيرة من الممكن أن تنقاد خلف تحالفاتها، ما قد لا يحصر رقعة المواجهة في الشرق الآسيوي، وخصوصاً أن الأضداد موجودون بكثرة في مناطق الأزمات الكبرى في الشرق الأوسط، من ليبيا إلى سورية، مروراً بالعراق واليمن، إضافة إلى أفريقيا، ما يعني أن الأزمة القائمة حالياً لا تخص الشرق الآسيوي فقط، إذ ستكون تداعياتها أوسع بكثير.
ما سبق هو سيناريو سوداوي قد يبدأ مع الزخّة الأولى من الصواريخ، سواء جاءت من كوريا الشمالية أو من الولايات المتحدة، غير أنه لن يكون مستبعداً إذا نظرنا إلى أنه لا منطق سياسياً يحكم أياً من الدولتين المتنازعتين حالياً، فالجنون يتسيّد المشهد السياسي، ويضع يده على الزناد النووي.
غير أنه لا يمكن التعويل على المنطق في الأزمة الحالية، في ظل وجود دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وكيم جونغ أون في زعامة كوريا الشمالية، إذ سيكون الجنون سيكون هو المتحكم في مسارات الأزمة، وخصوصاً في حال صدقت التصريحات التي تطلق من الجانبين بالاستعداد لتوجيه ضربات عسكرية. فالمسؤولون الأميركيون يجزمون بأنه لا حل إلا بتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام في كوريا الشمالية، وأن ترامب سيصدر أوامر بذلك قريباً. على المقلب الآخر، يعلن الكوريون الشماليون أن خطة ضرب جزيرة غوام الأميركية أصبحت شبه جاهزة، وهي ستكون بانتظار التنفيذ.
لا شك في أن هذه التصريحات تشيع أجواء مرعبة في شرق آسيا، وما يزيد من خطورتها هو الجنون الذي يتحكّم بمسؤولي البلدين موضع الأزمة، والتي قد تتحول بسهولة إلى حرب عالمية ثالثة، في حال قرار أي من الطرفين تنفيذ تهديداته، ولا سيما أن الاصطفافات الدولية تسمح بتكون محاور وتحالفاتٍ تغذّي المعارك. ففي الطرف الأميركي، ستصطف الدول الأوروبية واليابان وراء الولايات المتحدة في حال اندلاع الحرب، وخصوصاً أنه لا فرصة للرجوع إلى الوراء بعد الضغط على الزناد، وإطلاق أول الصواريخ باتجاه كوريا الشمالية. في الجهة الكورية أيضاً، وعلى الرغم من عدم رضا الصين وروسيا عن أداء كيم جونغ أون، والامتعاض الكبير من طيشه، وهو ما تعبر عنه بكين في التسريبات الصحافية الكثيرة التي تصدر في وسائل إعلام كوريا الجنوبية تحديداً، إلا أنه بالتأكيد لن تتركه للتفرد الأميركي، وستسعى إلى الحد قدر الإمكان من خسائرها الاستراتيجية في شبه الجزيرة الكورية، وخصوصاً أن أي هزيمة لمصالحها ستحسب لغريمها الياباني. الأمر نفسه بالنسبة إلى موسكو، والتي تأخذ مسافة من كوريا الشمالية، غير أنها أيضاً لن تسمح للولايات المتحدة بالدخول على خط حليفها الصيني، وهي سبق أن أوقفت عقوبات ضد كوريا الشمالية في مجلس الأمن.
حسابات كثيرة من الممكن أن تفتح، في حال وصلت الأمور إلى مرحلة مواجهةٍ عسكرية في المنطقة، ودول كثيرة من الممكن أن تنقاد خلف تحالفاتها، ما قد لا يحصر رقعة المواجهة في الشرق الآسيوي، وخصوصاً أن الأضداد موجودون بكثرة في مناطق الأزمات الكبرى في الشرق الأوسط، من ليبيا إلى سورية، مروراً بالعراق واليمن، إضافة إلى أفريقيا، ما يعني أن الأزمة القائمة حالياً لا تخص الشرق الآسيوي فقط، إذ ستكون تداعياتها أوسع بكثير.
ما سبق هو سيناريو سوداوي قد يبدأ مع الزخّة الأولى من الصواريخ، سواء جاءت من كوريا الشمالية أو من الولايات المتحدة، غير أنه لن يكون مستبعداً إذا نظرنا إلى أنه لا منطق سياسياً يحكم أياً من الدولتين المتنازعتين حالياً، فالجنون يتسيّد المشهد السياسي، ويضع يده على الزناد النووي.