الحراك الشبابي... تظاهرات رغم الهزائم

17 سبتمبر 2015
علينا أن نستمر (فرانس برس)
+ الخط -
الاستبداديون حول العالم دائماً يراهنون على تحطيم أرواحنا نحن الشباب العربي، على تدمير الأمل فينا وإن كان بذرة أو نبتة صغيرة، وعلى زرع اليأس والإحباط في نفوسنا بعد أن هزمناه في مواطن كثيرة في حياتنا، وكسرنا صنمه الأكبر لأول مرة في الثورات العربية. 
إلاّ أننا ما زلنا رغم كل الهزائم المتتالية نقف صموداً غير مسبوق في وجه هذه المحاولات المستميتة لتكسيرنا، في الحقيقة لا نملك سوى الأمل كي نكمل طريقنا، سوى المحاولات المتكررة للمطالبة بالتغيير كي نتعايش مع واقعنا الذي يزداد مرارةً كل لحظة، ما زلنا نملك
تلك الجرأة للإعلان عن حقنا في الأحلام، حقنا في المستقبل، وحقنا في الحياة.


إننا باستمرار نجاهر بحقوقنا ومطالبنا المشروعة رغم القمع المُسلَط علينا والتنكيل المستمر بِنَا لإحياء قضايانا العالقة أو المأسورة وراء أقبية الفساد والاستبداد، وكلما زاد القمع واُمعن فيه زادت مثابرتنا ومجاهرتنا ضده، هي علاقة طردية نحيا بها ولها، فكلما كانوا كنا.

ورغم ما ترتبت عليه ثورات العربية من نهايات مؤقتة لحراكها وتأججها؛ فإن الشباب في لبنان قررّ الجهر بحقوقه ومطالبه في الإصلاح والتغيير، رافعين شعار: "نطالبكم بالرحيل" و "ريحة صفقاتكم أبشع من ريحة الزبالة".

أما في العراق فيشهد حراكاً شبابياً ثائراً رافضاً بانتفاضة للظلم الواقع عليه، والفساد المتغلغل في أركان دولته، والطائفية التي تتآكل مجتمعه، والعملاء الذين يعيثون خراباً في وطنهم، ورغم البطش الذي يواجه به من قِبل النظام القائم إلاّ أنه وعلى مدار الشهور الماضية لا يزال صامداً.

في القدس المحتلة شبابٌ مرابط يصنع حراكه المقدسي بعزةٍ غير مبالٍ بآلة الاحتلال الصهيوني العسكرية وقنابل غازه أو برصاصه الحيّ، لا يُبالي بالأسر أو اعتداءات المستوطنين المغتصبين لأرضه، ينظّم الاحتجاجات المستمرة وجُمع الغضب ضد انتهاكات الأقصى واستباحات حرمه المقدَّس، والمواجهات الدائمة مع المغتصبين ضد تهويد القدس وأي فاعلية للاحتفال بضدها، في القدس شباب مع كل يومٍ لمقاومتهم يسببّون صداعاً للاحتلال وتنتفي فكرة إقامة الهيكل المزعوم.

ولا يزال شباب مصر يتظاهرون وينظمون المسيرات ضد أركان الانقلاب العسكري القائم، يقاومونه بحناجرهم تارة، وبأقلامهم تارة أخرى، لا يزالوا صامدين في معتقلات الموت لا يموتون كما يريد سجانيهم، ويضحكون للجلاد كما تضحك إسراء الطويل، لا يضيرهم مَن ناصبهم العداء من الشعب؛ فهم منه وهو منهم.

تظلّ أدوات حراكنا الأبدي هي أصواتنا وأقلامنا وعقولنا ووسائل اتصالنا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي، وستظل أحلامنا وآمالنا وإراداتنا وجرأتنا أسلحةً نُعمرّ بها نفوسنا وأرواحنا كي نكمل.

ولكي نكمل وننتصر علينا أن نستمر ونؤكد وجودنا الدائم اللامتناهي لجيل الشباب، أن نلملم شملنا وصفوفنا أكثر، أن نتدارس التاريخ جيداً ماضياً كان أو حاضراً، أن نشكلّ قوة ضغط حقيقية على الأنظمة مجددّاً، كما علينا أن نحمي حراكاتنا من أي استغلال نخبوي يسعى إلى مصالحه الخاصة أو يحيدنا عن أهدافنا أو يفرقنا بانقسامات مفتعلة فتصيبنا الهزيمة مجددّاً، علينا أن نصنع قرارنا بأنفسنا لا أن يصنعه لنا النخبة أو الكبار، فقد كان منهم ما كان وكانوا جزءاً ليس بالصغير وراء هزيمتنا الأولى.

راسلونا على: Jeel@alaraby.co.uk
المساهمون