اتهام الادعاء العام في الأردن الزميل عماد حجّاج بالإساءة إلى صفو العلاقات مع دولةٍ شقيقة مفاجئٌ لنا في "العربي الجديد"، كما إحالته إلى محكمة أمن الدولة، مع توقيفه، بعد أن اعترضته دورية شرطة في الشارع
نحن نعلم أننا أصحاب الحكاية والقضية والثورة، أصحاب الهموم والحقّ الذي لا يضيع، أصحاب التحوّلات والانبعاثات الجديدة، نحن الغرس الصغير الذي سيُغرس وإن أتى يوم القيامة
إننا باستمرار نجاهر بحقوقنا ومطالبنا المشروعة رغم القمع المُسلَط علينا والتنكيل المستمر بِنَا لإحياء قضايانا العالقة أو المأسورة وراء أقبية الفساد والاستبداد، وكلما زاد القمع واُمعن فيه زادت مثابرتنا ومجاهرتنا ضده، هي علاقة طردية نحيا بها ولها، فكلما كانوا كنا.
لم يعد هناك خيارٌ حقيقي للعيش -مجرد العيش- سوى الهجرة لأيّ مكان غير الوطن، بعيداً عن القصف الدائم والبراميل المتفجرة وضربات الكيماوي الهادفة، فقط إلى البحر، الملاذ الوحيد بظلماته وأمواجه.
فقط نأمل ونرجو من الشباب اللبناني الواعي أن يدرس ثورات الربيع العربي جيداً وبكل تفاصيلها، بصحيحها وأخطائها، بمُعيقها وما حِيك لها، حتى إذا حان الوقت لثورة حافظ على حراكه متماسكاً قوياً ومشتعلاً..
ما بين ما يحدث في سورية ومصر، وما يحدث في العراق واليمن وفلسطين، يكون اعتياد القتل والمذبحة، في أول الأمر كان تراجعاً للبعد الإنساني داخلنا كبشريين، ثم أصبح انتفاء للإنسانية كلها من دمائنا وأرواحنا، فالقتل أمرٌ عاديّ والدم نراه ماء!
"رابعة" المذبحة غيّرت فينا ما لم يُغيّره زماننا، ضربت في عمق نفوسنا أوتاد الوجع والقهر وتسمّر القلب أمام الفاجعة الكبرى، وبقيت مرارة التحسّر والرثاء في حلوقنا تمنعنا من النسيان!
للمجتمع العربي يدٌ طولى لتراجع اللغة العربية، فهو يتعامل بطبقية مع مَن لا يُتقن اللغات الأجنبية المغايرة للغته الأم، وينتقص من تقديره كما يُقصيه من دوائره العليا وينظر له نظرة دونية لا يتخلص منها إلا بتعلم اللغة الأخرى