وبالتزامن، عرض حزب المؤتمر الشعبي العام، رؤيته المصالحة الوطنية بين مختلف القوى السياسية، وفي مقدمتها القوى المختلفة في العام 2011، عبر التوقيع على وثيقة، بإشراف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز ودول مجلس التعاون الخليجي.
تظاهرات الحوثيين
وسار المتظاهرون، الذين خرجوا إلى الشوارع للتنديد الذين تحركوا برفقة مسلحين، في عدد من شوارع العاصمة. ورددوا هتافات ضد الحكومة وضد قوى سياسية. وأكدوا أن "الاحتجاجات لن تتراجع حتى تحقق أهداف الثورة الثلاثة، التي لخصها زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، بـ"إسقاط الحكومة، وإلغاء قرار (الجرعة السعرية)، وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار.
وجاء التصعيد في أول أيام ما أطلقوا عليه "الخيار القادم". وقد أعلن الحوثيون أن المسيرات ستتواصل خلال الأيام المقبلة، حتى يوم الجمعة، لتبدأ مرحلة جديدة من التصعيد أطلقوا عليها "الخيار الحاسم".
ووسع الحوثيون مخيمات الاعتصام المسلحة على مداخل العاصمة، إذ بدأوا اعتصاماً في المدخل الغربي "الصٌّباحة"، الذي يعد من أهم مداخل العاصمة بالقرب من معسكر قوات "العمليات الخاصة" التابعة للجيش وكذلك بدأوا اعتصامات في المدخل الجنوبي قرب مقر "قوات الاحتياط".
وأوضح مسؤول أمني، رفض الكشف عن اسمه لـ" العربي الجديد"، أن"الإعتصامات المسلحة على مداخل العاصمة تنذر بتطور الموقف إلى مواجهات مسلحة مع الوحدات العسكرية والأمنية القريبة من المداخل والمكلفة بتأمين العاصمة".
ولفت إلى أن "أجهزة الأمن حرصت على حماية تظاهرات اليوم لتفويت أي ذريعة قد يستغلها الحوثيون للتصعيد المسلح".
وكان الحوثي قد دعا إلى اعتصامات في ضواحي صنعاء، على غرار الاعتصامات، التي كانت على مداخل مدينة عمران، قبل قيام الحوثيين باقتحامها والسيطرة عليها.
وتزامنت هذه التطورات مع لقاء الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بشيوخ ووجاهات قبلية ومسوؤلين من محافظة صنعاء (ضواحي العاصمة)، وناقش التطورات والقضايا المختلفة. وخاطب هادي الحاضرين بالقول "أنتم تمثلون الطوق الأمني للعاصمة صنعاء، عاصمة دولة الوحدة اليمنية، باعتبار أن الوحدة اليمنية تمثل الهدف الأبرز والأسمى لليمن منذ قيام الثورة".
وقال هادي إن "المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ارتكزت في أول بنودها، على أساس أمن واستقرار. ووحدة اليمن وهو الهدف الأسمى لكل اليمنيين".
وأكد أن "ثوابت الوطن معروفة، هي خطوط حمراء لا يمكن لأحد تجاوزها أوالقفز عليها مهما كان، وهي تتمثل في الحفاظ على النظام الجمهوري، والذي قضى على الحكم الكهنوتي البائد، وكذلك الوحدة والنهج الديمقراطي، الذي ارتضاه الجميع ومضينا عليه تحت مظلة الوحدة".
وبرر رفع الدعم عن الوقود، بالقول "إننا لم نكن قادرين على تلبية الاحتياجات من المواد التموينية من قمح وأرز وغيرها من المواد الغذائية المختلفة، التي نستوردها من الخارج، لعدم استطاعتنا تأمين هذه المواد الاستهلاكية، حتى لأشهر معدودة".
حزب المؤتمر يعلن رؤيته للمصالحة
في غضون ذلك، دعا حزب المؤتمر الشعبي العام، للمصالحة الوطنية بين مختلف القوى السياسية، وفي مقدمتها القوى المختلفة في العام 2011، عبر التوقيع على وثيقة، بإشراف هادي والملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز ودول مجلس التعاون الخليجي.
وتبدأ خطوات المصالحة، بحسب الوثيقة، بـ"عقد اتفاقات صلح بين "الأطراف المتصارعة في أحداث عام 2011، وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للدولة ووقف حملات التعبئة والتحريض وخطاب الكراهية والتخوين والتكفير والتمييز المذهبي والعرقي والطائفي".
كما تتضمن "التكاتف لمحاربة الإرهاب، والشراكة الحقيقية في ادارة شؤون الدولة والتزام الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، والتقيد بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وفي مقدمتها إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في موعدها، وبسط سلطة الدولة على كافة أنحاء اليمن وإعادة ترتيب أوضاع القوات المسلحة والأمن". ومن المتوقع أن تعلن أحزاب اللقاء المشترك، رؤية خاصة حول مسألة المصالحة.