شهدت محافظة البصرة جنوبي العراق، حملة أمنية واسعة شملت أكثر من 6 مناطق بينها الزبير والعشار والمديّنة وشط العرب، أسفرت عن ضبط أسلحة، والقبض على مطلوبين للقضاء، على خلفية تزايد حالات الاغتيال في المحافظة ضد المتظاهرين والناشطين، وذلك بعد يوم من زيارة رئيس الحكومة، مصطفى الكاظمي، على رأس وفد وزاري وأمني.
وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، خالد المحنا، أنّ قوة أمنية كبيرة نفذت حملة لتنفيذ أوامر اعتقال بحق المطلوبين للعدالة في مناطق متفرقة من المحافظة، موضحاً، في بيان، أنّ العملية أسفرت عن القبض على 304 مطلوبين للقضاء بتهم جنائية، ومطلوبين اثنين وفقاً للمادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب، وضبط أسلحة وأعتدة متنوعة، ومواد مخدرة.
وأشار إلى إحالة الأشخاص الذين تم القبض عليهم إلى القضاء، لافتاً إلى أن "شرطة البصرة ماضية في عمليات فرض القانون للطمأنة بوجود قوات أمنية قادرة على حفظ الأمن، والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار المحافظة".
في السياق ذاته، نشرت وسائل إعلام محلية، وثيقة صادرة عن قيادة الشرطة في البصرة تضمنت عدة قرارات أمنية جديدة للحد من عمليات الاغتيال في المحافظة، إذ شددت على ضرورة "فرض هيبة الدولة، وكشف اللثام عن العصابات التي تقوم باغتيال وخطف الناشطين، وبذل الجهود في الأمن وضرورة معالجة الأحداث الأمنية الأخيرة وإلقاء القبض على الفاعلين بأسرع وقت ممكن".
دوريات أمنية بدأت تجوب شوارع البصرة، فضلاً عن نصب نقاط تفتيش متنقلة
كما نصت الوثيقة على "عدم تجوال أي سيارة بدون لوحات تسجيل أو مظللة وسيتم محاسبة أي مفرزة لا تحجز هذه العجلات"، مؤكدة أنها ستعمل على حصر السلاح بيد الدولة، وعدم الرضوخ لأي جهة مهما كانت، وتشكيل نقاط تفتيش مشتركة لتطبيق القانون، وتنفيذ كل أوامر القبض". وجددت "التأكيد على حماية المتظاهرين السلميين، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، واتخاذ الإجراءات بحق المندسين والمخربين".
وأكد ضابط في قيادة شرطة البصرة، رفض الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، أنّ دوريات أمنية بدأت تجوب شوارع البصرة، فضلاً عن نصب نقاط تفتيش متنقلة، بهدف الحد من حركة العصابات المنفلتة، مبيناً أنّ قيادة الشرطة ملتزمة بتوجيهات رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي أكد إصراره على ملاحقة المتورطين بعمليات القتل وتقديمهم للعدالة بأسرع وقت ممكن.
وقال مدير المرور في محافظة البصرة، عادل السوداني، إنّ سبب "الزخم المروري" الذي شهدته شوارع المحافظة، اليوم الأحد، يعود إلى انتشار نقاط تفتيش أمنية مشتركة، على خلفية حالات الاغتيال الأخيرة، مبيناً، في تصريح صحافي، أن الجهات الأمنية المشتركة في نقاط التفتيش تعمل كل منها حسب اختصاصها على تدقيق أوراق السيارات، فضلاً عن تنفيذ أوامر القبض بحق المطلوبين.
وأمس السبت، أكد وزير الداخلية عثمان الغانمي إرسال قوة خاصة لاعتقال قتلة الناشطين في المحافظة، وقال: "سنلاحق المجرمين وسنلقي القبض على القتلة خلال ساعات، عبر قوة توجهت لتنفيذ هذا الواجب".
كما أكد قائد جهاز مكافحة الإرهاب، عبد الوهاب الساعدي، استعداد الجهاز لاستعادة أمن البصرة، قائلاً إن "جهاز مكافحة الإرهاب الذي قدم دماء لكل العراق، فإنه مستعد لتنفيذ أي واجب في البصرة لاستعادة أمنها".