الدواعش واستقالة أورتيل

لا أحد يعلم، تحديداً، لماذا تقدمت الألمانية، كاثرين أورتيل، باستقالتها من رئاسة حركة وطنيون أوربيون ضد أسلمة الغرب (بيغيدا) في الأيام الماضية، وهي من خمسة قياديين، تقدموا باستقالاتهم من تلك الحركه سيئة الذكر، وعلى الرغم من أن الحركه قد أعلنت، في بيان لها، على صفحتها في موقع للتواصل الاجتماعي، أن المتحدثة باسمها، كاثرين أورتيل، استقالت من عملها، وتحتاج إلى الاستراحة، بعد تهديدات كثيرة تلقتها. لكن، من المحتمل، أيضاً، أن تكون أطياف الرهائن الأجانب الذين ذبحهم التنظيم الإجرامي الداعشي تتراقص أمام ناظريها، وتخشى، في رعب كبير، أن تكون نهايتها مذبوحة، مثل الرهينة الأميركية أو اليابانية، فكل شيء جائز.
باختصار، ساهمت هذه الجماعات المنحرفة والمتطرفة، في خلق صورة خاطئة عن الإسلام والمسلمين. وصورت المسلمين وحوشاً مرعبة كاسرة، ومتعطشة للدماء. ترفع راية التوحيد بيدها اليمنى، وتسفك الدماء بالثانية. ولذلك، تسعى حركة وطنيون أوربيون ضد أسلمة الغرب إلى إبعاد أي نموذج إسلامى من الوصول إلى الدول الأوروبية، ووقف تدفق اللاجئين القادمين من سورية والعراق، ومن شمال إفريقيا، وحرق مساجد المسلمين المقيمين في أوروبا، والتضييق عليهم، ما أمكن إلى ذلك سبيلا، أو ترحيلهم.

ملخص القول، وما يهمنا أكثر من رأي أوروبا، أن الأنظمة الاستبدادية الحاكمة في عالمنا العربى هي التى مهدت لتفريخ هذه الجماعات المنحرفة التي تسيء للإسلام والمسلمين.