موسم الهجرة إلى الشرق

12 ابريل 2015
+ الخط -

على مدى أسبوعين، تتابعت الطلعات الجوية لقوات التحالف العربي في عملية (عاصفة الحزم)، فوق الأراضي اليمنية، تقصف الأهداف التي تم تحديدها، ومن شأنها أن تؤدي إلى إضعاف قوة الحوثيين وإنهاكهم. 

وتتوجه قوات التحالف العربي إلى فرض تدخل عسكري بري وشيك، إلا أن الغموض والضبابية يلفان موقف بعض الدول المشاركة في التحالف، مثل مصر عبد الفتاح السيسي الذي يتردد في إرسال الجنود المصريين للمشاركة في العمليات البرية، فهو يقول إن أمن الخليج هو (مسافة السكة)، ولن تتخلى مصر عن أشقائها في الدول العربية، وإن أمن مضيق باب المندب من أولويات أجناده. ولكن، عندما حلت الفكرة، صرح أن جيش مصر لمصر فقط، وكأن هزيمة المصريين في اليمن في الستينيات تأبى أن تفارق عقله، ويتشابه موقف باكستان مع الموقف المصري، فوزير الدفاع الباكستاني، خواجة آصف، ذكر أمام البرلمان، أن السعودية تقدمت لبلاده بطلب طائرات وسفن حربية وجنود، وهم لا يزالون في ريبهم يترددون ويراوغون.

باختصار، إذا تم الاجتياح البري في اليمن، بعد عمليات القصف الجوي، بمن حضر، وتجاوز المتخلفين من الدول، قد يؤدي ذلك إلى إيقاظ الطوائف الشيعية فى كل الأقطار، مثل باكستان، فيها نسبة 20% من الشيعة، والبحرين، والهند، وتركيا، ولبنان الذي يوجد فيه حزب الله الموالي لإيران وسورية بشار الأسد.
المنطقة بأكملها مرشحة لتفاقم الاحتقان الطائفي، ومن ثم حروب لا تبقي ولا تذر، وليس أدل على ذلك من الموقف الأميركي الذي يتظاهر بالمتابعة والاهتمام. ومثلما يحدث في تكريت بين الشيعة الذين قاتلوا تنظيم الدولة الإسلامية، والآن، يقتلون السنيين من دون أي ذنب، فإن اليمن يخشى عليه من الطامة نفسها، والاحتراب الطائفي المذهبي بين الشيعة وأهل السنة.
الحل السياسي مطلوب، الآن، أكثر من أي وقت مضى، قبل التورط في المستنقع اليمني، وتفويت السانحة على إيران، والفوضى الدموية الطائفية التي يمكن أن تشتعل في أي لحظة.  

avata
avata
درية خالد (السودان)
درية خالد (السودان)