قبل مئات السنين كان المغرب العربي أحد ممرات سوق العبيد المتجه إلى المشرق وإلى أوروبا، وكانت بعض قبائل "الزنوج" تستقر في هذه البلاد، حاملة معها موسيقاها "السطمبالي" لتصبح في ما بعد جزءاً من التراث.
وترتبط هذه الموسيقى بالقصص الواقعية التي تحكي عن زمن العبودية، عندما كانوا يرحلون قسراً من مناطقهم لبيعهم في الأسواق، ثم تحولت بعد التحرر إلى المدائح الصوفية والذكر.
موسيقى السطمبالي رائجة في مختلف دول شمالي أفريقيا، فنجد "القناوة" في الجزائر والمغرب، "الدّيوان" في الجزائر، "المكاري" في ليبيا، و"البوري" في موريتانيا.
تتميز هذه الموسيقى بآلاتها وإيقاعاتها، فالشقاشق مثلاً، وهي صفائح معدنية ذات جرس نحاسي تشير إلى صوت الأغلال وطَرق الحديد الذي يرافق رحلة العبيد.
وآلة الجمبري، وهي آلة وترية وإيقاعية، بالإضافة للطبلة، حاضرة لكي تشحن الأرواح الراقصة في تحرر من الوعي بثقل العالم وفوضاه.
نُسبت موسيقى السطمبالي خطأ إلى الباشا آغا السطمبولي الذي يتحدر من مدينة إسطنبول التركية، بينما تعود طرق العزف التي نراها في السطمبالي التونسي إلى جماعة سعد الشوشان أو بوسعدية، والذي يعتبر أحد الأولياء الصالحين.
الباحث في التراث الشفوي محمد عبدالستار، أوضح لـ"العربي الجديد"، أن "القناوة" منتشرة في بلاد المغرب العربي، وهي عبارة عن أغانٍ بلغة القبائل الأفريقية وطريقة عزفها، وقال "في بداية الأمر، كانت عبارة عن شجن وبكاء على البلاد التي رحلوا منها، ومع الوقت تحول الكلام وأصبح مطعّماً بكلمات عربية، تتناول موضوعات المدائح والأذكار الصوفية لكن بالطريقة الأفريقية".
كما تحدث عازف القناوة عبد المجيد، عن الفقرات التي يقدمونها، والتي يبدأونها بالترحيب بالزوار، ثم الانتقال إلى وصلة أخرى تمزج فيها القناوة التونسية والجزائرية.