تهدّد سيول موسمية آلاف الأسر في مناطق شرق النيل بالخرطوم، لا سيما بعد هطول أمطار غزيرة في المنطقة خلال اليومين الماضيين.
وحاصرت السيول ومياه الأمطار مدينة أم ضوبان وعددا من القرى المجاورة، ما أدى إلى انهيارات جزئية في بعض المنازل، وقطع خدمات المياه والكهرباء ومنع التنقل حتى داخل الأحياء. وشملت المناطق المنكوبة كذلك كل من أبو قرون جنوب وغرب، والنزيلة، والغابة، والعسيلات.
ويقول يوسف العبيد سعد، أحد مواطني مدينة أم ضوبان، لـ" العربي الجديد"، إن السيول الموسمية قدمت من الاتجاه الشمالي الشرقي، وحاصرت العديد من المنازل وبعضها تعرض لانهيار جزئي، نافياً وجود أي خسائر في الأرواح، مشيراً إلى أن المدينة قد تتعرض لشحّ في المياه بسبب انقطاع التيار الكهربائي الذي يمثل استمراره خطراً على حياة المواطنين، موضحاً أن المياه بدأت في الانحسار في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، لكن التهديد لا يزال قائماً حال تجدد هطول الأمطار، أو تدفق سيول جديدة.
وطالب العبيد السلطات بمراقبة الوضع الصحي نتيجة لتراكم المياه، ما يجعلها بيئة خصبة للبعوض والذباب، الشيء الذي سيؤدي لانتشار الأمراض.
وسبق أن تعرضت المناطق ذاتها إلى خطر مماثل في العام 2008، وأدى إلى تدمير آلاف المنازل قبل أن تدخل الحكومة المركزية ومنظمات المجتمع المدني لتقديم العون للمتضررين، كما أقيم جسر لتلك المنطقة من السيول، هو الذي خفف أضرار هذا العام .
وأعلنت سلطات ولاية الخرطوم، أمس السبت، حالة الاستعداد القصوى تحسباً لمواجهة كل الاحتمالات وأرسلت مواد إغاثية للأسر المتأثرة، وبدأت في إجلاء تلك التي حاصرتها السيول وترحيلها لمناطق آمنة.
وذكرت حكومة ولاية الخرطوم أنّ المنطقة تحتاج إلى معالجات هندسية وتدخل عاجل،كما تم تشكيل لجنة عليا للمتابعة والتقييم برئاسة والي الخرطوم أيمن خالد، وتضم ممثلين للقوات النظامية والدفاع المدني ووزارات البنى التحتية والتنمية الاجتماعية والصحة والإعلام ومنظمات المجتمع المدني، وبدأت اللجنة بحصر المناطق المتأثرة والانهيار الكامل والجزئي للمنازل والوقوف على عمليات إخلاء المواطنين المحاصرين وإيوائهم في مناطق آمنة وتوفير الأغذية والخيم والمشمعات، فيما تم تكليف الدفاع المدني بمراقبة منسوب النيل وتفعيل نقاط الارتكاز في مناطق الهشاشة التي قد تتأثر بارتفاع منسوب النيل.
وبعيداً عن الخرطوم، دمرت مئات المنازل بسبب انهيار سد صغير في منطقة بوط بولاية النيل الأزرق، جنوب شرقي البلاد، نتيجة للفيضانات التي ضربت المنطقة.
وقالت نسيبة فاروق كلول، المديرة التنيفذية لمحلية التضامن التي تقع فيها منطقة بوط، إن المحلية تتلقى منذ الثلاثاء الماضي مزيدا من البلاغات بانهيارات جديدة، حتى وصل العدد إلى 600 منزل أصبح ساكنوها في العراء .
وأوضحت كلول لـ"العربي الجديد" أن المنطقة يقطنها نحو 100 ألف نسمة تأثر معظمهم بالانهيار، وهم بحاجة ماسة لمواد الإيواء والغذاء والأدوية، مشيرة إلى أن استمرار هطول الأمطار سيزيد معاناة المواطنين، كما نبهت للخطر الذي قد تتعرض له الثروة الحيوانية للأسباب ذاتها، حيث بدأ بعضها في النفوق، وشددت على ضرورة تدخل الحكومة المركزية بشكل عاجل لإجراء معالجات هندسية على السد المنهار، وإلا ستحدث أضرار إضافية.