أعلنت اللّجنة الدولية للصليب الأحمر في تغريدة على حسابها الرسمي عبر "تويتر"، اليوم الخميس، عن أنّ المخزن المشتعل في مرفأ بيروت يحوي آلاف الطرود الغذائية، ونصف مليون ليتر من الزيوت الخاصة باللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان.
وأشارت اللجنة إلى أنّنا لم ننتهِ بعد من تقدير الأضرار، لكن من المحتمل أن تتضرّر عملياتنا بشدّة.
صور صادمة من ميناء #بيروت. إن المخزن المشتعل يحوي آلاف الطرود الغذائية ونصف مليون لتر من الزيوت الخاصة باللجنة الدولية للصليب الأحمر في #لبنان. لم ننتهِ بعد من تقدير الأضرار. ومن المحتمل أن تتضرر عملياتنا بشدة. https://t.co/OVvmfNv6Vu
— اللجنة الدولية (@ICRC_ar) September 10, 2020
واندلع حريق كبير، اليوم الخميس، وهو مستمرّ منذ أكثر من ستّ ساعاتٍ في مستودع يحتوي على إطارات وزيوت ومواد مشتعلة، داخل السوق الحرّة في مرفأ بيروت، قبل أن تمتد النيران إلى مستودعين آخرين يحتويان على مواد غذائية وأدوات كهربائية.
وتعمل عناصر الدفاع المدني وفوج الإطفاء في بيروت، بمساعدة طوافات عسكرية، بإمكاناتٍ محدودة على إخماد النيران ومحاصرتها، وطلب محافظ بيروت من المواطنين الابتعاد من محيط مكان الانفجار، تحسّباً لأي طارئ. فيما طُلِبَ من الذين يقطنون في العاصمة اللبنانية وجوارها، ترك النوافذ مفتوحة عند بداية الحريق كي لا تتكرر تداعيات انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في الرابع من أغسطس/آب الماضي. علماً أنّ سحب الدخان الأسود كثيفة، ومن شأن فتح النوافذ أن يؤدي إلى إدخالها إلى المنازل وهو مضرّ جداً بالصحّة. ومن المعروف أنّ منازل عدّة لا تزال حتى بلا نوافذ أو أبواب، نتيجة تضرّرها من الانفجار.
وأشار المدير العام لإدارة واستثمار مرفأ بيروت بالتكليف، باسم القيسي، في اتصالٍ مع "العربي الجديد"، إلى أنّه من "الأفضل عدم استباق التحقيق، كي نعلن عن السبب المؤكّد وراء اندلاع الحريق داخل المستودع في المرفأ، تبعاً لما سيصدر عن الإطفائيين والجيش اللبناني، فوج الهندسة، بعد الانتهاء من عمليات الإخماد. لكن هناك معلومات أولية عن أنّ أحد العمّال كان يقوم بورشة تصليح، مستخدماً صاروخاً أدّى إلى تطاير شرارة واندلاع الحريق كما أشار وزير الأشغال العامة والنقل، في حكومة تصريف الأعمال، ميشال نجار".
وأعلن القيسي، أنّه تمت السيطرة على حوالي 80 في المائة من الحريق، ورشّ المياه بطوافات عسكرية في محيط المكان والمناطق المجاورة لتفادي امتداده. وقال: "نحمد الله أنّ الطقس مستقرّ ولا هواء، فهذه عناية إلهية أنقذتنا".
وأشار مدير العمليات في الدفاع المدني، جورج أبو موسى، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ الحريق كان كبيراً جداً، لكن لا إصابات باستثناء حالات قليلة من الاختناق تمّ إسعافها ميدانياً.
وكتب عدد كبير من المواطنين عبر حساباتهم على تويتر، كيف غادروا أماكن عملهم في محيط مرفأ بيروت، وسارعوا إلى ترك العاصمة اللبنانية خوفاً من تكرار مشهد الرابع من أغسطس/آب، الذي بدأ بحريق تهافت إلى تصويره اللبنانيون قبل أن تقع المجزرة التي أودت بحياة ما لا يقل عن 191 شخصاً، وتركت آثاراً جسدية على أكثر من 6500 جريح، ونفسية ومعنوية في نفوس المواطنين الذين باتوا يخشون من أي حدث أمني أو حريق، مهما كان بسيطاً، خصوصاً في مرافق تابعة للدولة.