تضامنت مدن عدة في الضفة الغربية الليلة الماضية مع قطاع غزة، في ظل ما يتعرض له من عدوان إسرائيلي متواصل منذ ثلاثة أيام، وأدى لارتقاء نحو 28 شهيداً ومئات الجرحى حتى الآن. وألغت بلديات مدن رام الله والبيرة وبيتونيا وسط الضفة ومدينة نابلس شمالها فعاليات احتفالية مساء الأحد، كانت مخصصة لاستقبال شهر رمضان المبارك.
وتحولت الفعاليات الاحتفالية لإضاءة فانوس رمضان وسط مدينة نابلس إلى وقفة مناصرة لغزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي تتعرض له، وانطلق المئات من الفلسطينيين تلبية لدعوة مؤسسات محافظة نابلس من أمام مسجد النصر في البلدة القديمة، حاملين الأعلام الفلسطينية نحو وسطها، حيث فانوس رمضان الضخم الذي جرى نصبه في المكان، واعتاد المحتفلون خلال السنوات السابقة إيقاد شعلته، وسط الأغاني الشعبية والمدائح النبوية.
غير أن العدوان على غزة دفع بالقائمين على النشاط إلى إحداث تعديلات عليه، تمثلت بإلغاء كل الاحتفالات والإبقاء على ما من شأنه تعزيز الحس الوطني، كما قال رئيس بلدية نابلس عدل يعيش، الذي أكد لـ"العربي الجديد" أن الشعب الفلسطيني واحد وموحد، ولا يمكن أن يقبل أن تكون غزة تحت القصف، فيما تقف الضفة الغربية موقف المتفرج.
وتابع: "شهر رمضان شهر التقرب إلى الله وفعل الخيرات، ولن نجد ما نتقرب فيه إلى الله أكثر ثواباً من الوقوف إلى جانب أهلنا المظلومين في القطاع الصامد، ما قمنا به من إلغاء الاحتفالية وتحويلها إلى وقفة احتجاجية غاضبة هو أقل القليل".
من جهتها، قالت نائب محافظ نابلس عنان الأتيرة: "اجتمعنا لنقول إننا شعب يحب الأرض وسنقاوم ونحن نؤمن بقضيتنا وحقنا في أن يكون لنا دولة ولن نتنازل عن الثوابت، وسنتصدى للعدوان الإسرائيلي على أبناء شعبنا".
وفي أول صلاة للتراويح ليل اليوم الأول من شهر رمضان، رفع المصلون أكفهم للتضرع إلى الله بأن "يلطف بأهلنا في غزة، متوسلين إليه أن ينصرهم ويثبت أقدامهم".
ففي مسجد بر الوالدين بنابلس، وخلال الدرس القصير الذي قدمه الإمام خلال صلاة التراويح، قال: "نهنئ أنفسنا بدخول شهر رمضان، لكن قلوبنا معلقة هناك -ويقصد غزة- نحن مع شعبنا في مواجهة العدوان، وتحدث عن معاناتهم من الاحتلال والحصار".
وخلال دعاء القنوت في صلاة الوتر، جعل الإمام جزءا كبيراً من الدعاء لغزة وأهلها، وقال: "اللهم أنصرهم بنصرك المؤزر وسدد رميهم وأرحم شهداءهم واشف جرحاهم، اللهم عليك بمن خذلهم وحاصرهم، وعليك بالاحتلال وأعوانه، فإنهم لا يعجزونك، وأنت رب العالمين".
وفي مدن رام الله والبيرة وبيتونيا، أعلنت بلديات تلك المدن عن إلغاء فعاليات احتفالية كانت مقررة مساء الأحد، لاستقبال شهر رمضان المبارك وإنارة الأهلة والفوانيس بهذه المناسبة، وذلك تضامنا مع قطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
وعلى غير عادتها كما في كل عام، بقيت فوانيس رمضان الضخمة مطفأة، وتم إلغاء فعاليات احتفالية لإنارة فانوس ضخم وسط مدينة رام الله، وهلال ضخم وسط مدينة البيرة، وكان من المفترض أن تجوب شوارع المدينة مسيرة فوانيس ابتهاجا بقدوم الشهر الفضيل، كما تم إلغاء فعالية احتفالية كانت مقررة في مدينة بيتونيا غرب رام الله من أجل إنارة فانوس رمضاني ضخم ومجسم ضخم لقبة الصخرة المشرفة.