بكى العالم على العراق. مشاهد انقضاض عناصر من تنظيم "داعش" على آثار نمرود ومتحف الموصل، وقبلها قلعة تل عفر، استقرت في مخيّلة جيل كامل من البشر حول العالم. وذلك، بعدما أحدثت الجرائم الوحشية التي ارتكبها التنظيم ذاته الكثير من ردود الفعل على السلوكيات غير الإنسانية المرتكبة.
إلا أن تهديم الآثار والتماثيل، وسرقة بعضها الآخر، أحدث فجوة في ذاكرة التاريخ وخسائر مادية ضخمة على العراق ستمتد آثارها سنوات طويلة. ويؤكد مسؤولون حكوميون عراقيون، أن تدمير آثار متحف الموصل التاريخي خلّف نتائج نفسية ومالية على العراقيين عامة وأهالي نينوى بشكل خاص. ويشدد هؤلاء على أن الخسائر المباشرة تزيد عن 12 مليار دولار، إضافة الى فقدان الخزينة العراقية لإيرادات سياحية معتبرة كان يمكن أن تحققها المناطق المنكوبة. في المقابل، فإن تفجير المتاحف والأماكن الأثرية ستكون له ارتدادات على البنية السياحية العراقية، بعدما تم تدمير الأرضية الأساسية الجاذبة للوفود السياحية إلى العراق، وهذه الارتدادات سترافق العراقيين من جيل إلى آخر.
خسائر ضخمة
ويقول الخبير في الآثار والأستاذ في جامعة الموصل، علي المولى، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "مدينة الموصل تعتبر واحدة من أهم المدن السياحية وتدر دخلاً للاقتصاد المحلي العراقي بحدود 12% من إجمالي الناتج المحلي، خصوصاً مع الحركة السياحية التي تطبع مدينة الموصل، والتي تؤمّن مداخيل مالية تتجاوز ملياري دولار".
ويشير المولى إلى أن "متحف الموصل ومنطقة النمرود وبوابة نركال كانت قبل دخول داعش تحظى بزيارات شبه يومية من قبل الوفود الأجنبية والعربية".
ويكشف المولى أن "قيمة الآثار التي دمرها تنظيم داعش تقدّر بأكثر من 12 مليار دولار، لأنها تعود إلى الحضارة الآشورية، وأبرزها الثور المجنّح وبوابة نركال، وآثار نمرود في نينوى"، مشيراً إلى أن "التسجيل الذي عرض من قبل داعش كان قد صور قبل أسبوع من عرضه". ويشرح أن "عدداً من الأهالي كانوا يحمون هذا الموقع لكي لا يُسرق من قبل المهربين، ولكن داعش منع السكان قبل أيام من تفجير المتحف، من الاقتراب منه. بعدها دخل أشخاص جاؤوا بسيارات رباعية الدفع إلى المتحف، وبقوا داخله مدة 12 ساعة". ويؤكد أن "أصحاب محال تجارية في شارع حلب، حيث يقع المتحف، شاهدوا أشخاصاً ينقلون مجموعة من الآثار عبر سياراتهم في ساعة متأخرة من الليل، دون معرفة ما تمت سرقته من قبل مسلحي داعش".
التداعيات تطال القطاع السياحي
ويقول محافظ نينوى، أثيل النجيفي، لـ"العربي الجديد"، إن "داعش دمر كل ما هو إنساني وحضاري في نينوى الممتدة في عمق التاريخ الإنساني". ويؤكد أن "ما تم تدميره لا يقدّر بثمن، ولدينا معلومات عن قيام التنظيم بنقل مجموعة من الآثار للإتجار بها وتوفير موارد مالية للتنظيم في إدارة مناطقه التي يسيطر عليها".
من جهته، يشير الخبير الاقتصادي، عبد الكريم السراج، إلى أن الخسائر جراء تدمير مقاتلي داعش للآثار في منطقة الموصل كبيرة، وخاصة أن اقتصاد المنطقة يعتمد بشكل رئيسي على السياحة. ويضيف: "تعتبر مدينة الموصل من أهم وأبرز المناطق السياحية في العراق، حيث تعتبر مقصداً للعراقيين الهاربين من مناطق الوسط والجنوب بسبب ارتفاع درجات الحرارة. ففي فصل الصيف، تصبح الموصل من أبرز الوجهات السياحية. ولا شك أن تدمير داعش للآثار، واحتلاله هذه المنطقة، أفقد اقتصاد المحافظة أهم الموارد المالية".
ويتابع السراج: "من ناحية أخرى، لا يتوقف حجم الخسائر عند هذا الحد، فقد دمر داعش العديد من المرافق السياحية التي كانت مقصداً للسياح العرب والأجانب، ما يعني انتظار سنوات لإعادة إحياء المنطقة، ودعوة السياح اليها، ما سيتسبب في تفاقم العجز وتراكم الخسائر سنوياً".
أما في ما يتعلق بالخطط التي يتوجب القيام بها للحد من الخسائر، فيشرح السراج: "يتوجب على الحكومة بسط أمنها وسيطرتها على المنطقة، والعمل لوضع استراتيجية للترويج السياحي، عن طريق إحياء الحفلات الفنية المتعلقة بالتراث العراقي، واعتماد خطط لتسويق المنطقة في الخارج، حيث ينبغي على وزراة السياحة اعتماد أجندة سياحية لهذه المناطق المنكوبة، تشمل إقامة مؤتمرات وتشجيع السياح. كما يمكن إقامة مناسبات لخفض الأسعار، بالاضاقة إلى مساعدة أبناء الموصل لإعادة بناء ما تم تهديمه من مطاعم ومنتجعات سياحية".
افتتاح متحف جديد
ويقول وزير السياحة والآثارالعراقي، عادل شرشاب، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "ما قام به عناصر تنظيم داعش، بتدمير الآثار وتخريبها، دليل على أنهم وحوش العصر، لأن العراق تعرّض إلى غزوات على مر العصور". ويضيف: "اليوم الصورة تتكرر مع داعش، حيث دمرت الآثار الإنسانية في نينوى، وتعمّدت تدمير المتحف لما له من وقع حضاري ونفسي كبير لدى العراقيين والعالم أجمع".
ويؤكد شرشاب أن مدينة نينوى تعتبر إحدى أهم المدن الحضارية في العراق، وفيها حضارات الآشوريين والأكديين، "وما تم تدميره لا يقدّر بثمن"، لافتاً إلى أن "ردنا سيكون بالكشف عن تماثيل جديدة لها تاريخ عريق وفتح أكثر من متحف جديد في نينوى بعد تحريرها من داعش".
ويوضح وزير السياحة والآثار أن "رد العراق على جريمة داعش هو افتتاح المتحف العراقي في بغداد أمام الزوار والوفود الأجنبية، اعتباراً من مطلع الشهر المقبل، وعرض آثار بلاد الرفدين ومختلف الحضارات في هذا المعرض الذي تم تأهيله من قبل الوزارة وأعيد ترميم بعض الأجنحة فيه".
إقرأ أيضاً: قوانين تنتهك مصر
خسائر ضخمة
ويقول الخبير في الآثار والأستاذ في جامعة الموصل، علي المولى، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "مدينة الموصل تعتبر واحدة من أهم المدن السياحية وتدر دخلاً للاقتصاد المحلي العراقي بحدود 12% من إجمالي الناتج المحلي، خصوصاً مع الحركة السياحية التي تطبع مدينة الموصل، والتي تؤمّن مداخيل مالية تتجاوز ملياري دولار".
ويشير المولى إلى أن "متحف الموصل ومنطقة النمرود وبوابة نركال كانت قبل دخول داعش تحظى بزيارات شبه يومية من قبل الوفود الأجنبية والعربية".
ويكشف المولى أن "قيمة الآثار التي دمرها تنظيم داعش تقدّر بأكثر من 12 مليار دولار، لأنها تعود إلى الحضارة الآشورية، وأبرزها الثور المجنّح وبوابة نركال، وآثار نمرود في نينوى"، مشيراً إلى أن "التسجيل الذي عرض من قبل داعش كان قد صور قبل أسبوع من عرضه". ويشرح أن "عدداً من الأهالي كانوا يحمون هذا الموقع لكي لا يُسرق من قبل المهربين، ولكن داعش منع السكان قبل أيام من تفجير المتحف، من الاقتراب منه. بعدها دخل أشخاص جاؤوا بسيارات رباعية الدفع إلى المتحف، وبقوا داخله مدة 12 ساعة". ويؤكد أن "أصحاب محال تجارية في شارع حلب، حيث يقع المتحف، شاهدوا أشخاصاً ينقلون مجموعة من الآثار عبر سياراتهم في ساعة متأخرة من الليل، دون معرفة ما تمت سرقته من قبل مسلحي داعش".
التداعيات تطال القطاع السياحي
ويقول محافظ نينوى، أثيل النجيفي، لـ"العربي الجديد"، إن "داعش دمر كل ما هو إنساني وحضاري في نينوى الممتدة في عمق التاريخ الإنساني". ويؤكد أن "ما تم تدميره لا يقدّر بثمن، ولدينا معلومات عن قيام التنظيم بنقل مجموعة من الآثار للإتجار بها وتوفير موارد مالية للتنظيم في إدارة مناطقه التي يسيطر عليها".
من جهته، يشير الخبير الاقتصادي، عبد الكريم السراج، إلى أن الخسائر جراء تدمير مقاتلي داعش للآثار في منطقة الموصل كبيرة، وخاصة أن اقتصاد المنطقة يعتمد بشكل رئيسي على السياحة. ويضيف: "تعتبر مدينة الموصل من أهم وأبرز المناطق السياحية في العراق، حيث تعتبر مقصداً للعراقيين الهاربين من مناطق الوسط والجنوب بسبب ارتفاع درجات الحرارة. ففي فصل الصيف، تصبح الموصل من أبرز الوجهات السياحية. ولا شك أن تدمير داعش للآثار، واحتلاله هذه المنطقة، أفقد اقتصاد المحافظة أهم الموارد المالية".
ويتابع السراج: "من ناحية أخرى، لا يتوقف حجم الخسائر عند هذا الحد، فقد دمر داعش العديد من المرافق السياحية التي كانت مقصداً للسياح العرب والأجانب، ما يعني انتظار سنوات لإعادة إحياء المنطقة، ودعوة السياح اليها، ما سيتسبب في تفاقم العجز وتراكم الخسائر سنوياً".
أما في ما يتعلق بالخطط التي يتوجب القيام بها للحد من الخسائر، فيشرح السراج: "يتوجب على الحكومة بسط أمنها وسيطرتها على المنطقة، والعمل لوضع استراتيجية للترويج السياحي، عن طريق إحياء الحفلات الفنية المتعلقة بالتراث العراقي، واعتماد خطط لتسويق المنطقة في الخارج، حيث ينبغي على وزراة السياحة اعتماد أجندة سياحية لهذه المناطق المنكوبة، تشمل إقامة مؤتمرات وتشجيع السياح. كما يمكن إقامة مناسبات لخفض الأسعار، بالاضاقة إلى مساعدة أبناء الموصل لإعادة بناء ما تم تهديمه من مطاعم ومنتجعات سياحية".
افتتاح متحف جديد
ويقول وزير السياحة والآثارالعراقي، عادل شرشاب، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "ما قام به عناصر تنظيم داعش، بتدمير الآثار وتخريبها، دليل على أنهم وحوش العصر، لأن العراق تعرّض إلى غزوات على مر العصور". ويضيف: "اليوم الصورة تتكرر مع داعش، حيث دمرت الآثار الإنسانية في نينوى، وتعمّدت تدمير المتحف لما له من وقع حضاري ونفسي كبير لدى العراقيين والعالم أجمع".
ويؤكد شرشاب أن مدينة نينوى تعتبر إحدى أهم المدن الحضارية في العراق، وفيها حضارات الآشوريين والأكديين، "وما تم تدميره لا يقدّر بثمن"، لافتاً إلى أن "ردنا سيكون بالكشف عن تماثيل جديدة لها تاريخ عريق وفتح أكثر من متحف جديد في نينوى بعد تحريرها من داعش".
ويوضح وزير السياحة والآثار أن "رد العراق على جريمة داعش هو افتتاح المتحف العراقي في بغداد أمام الزوار والوفود الأجنبية، اعتباراً من مطلع الشهر المقبل، وعرض آثار بلاد الرفدين ومختلف الحضارات في هذا المعرض الذي تم تأهيله من قبل الوزارة وأعيد ترميم بعض الأجنحة فيه".
إقرأ أيضاً: قوانين تنتهك مصر