قالت الشرطة العراقية في محافظة ميسان جنوب العاصمة بغداد اليوم الثلاثاء، "إن سائق سيارة إسعاف لقي مصرعه، أثناء نقله لجثمان سيدة توفيت في منزلها، بعد تعرضه للضرب على يد قريبات المتوفاة".
ونقلت وسائل إعلام عراقية محلية عن مسؤولين في جهاز الشرطة المحلية قولهم "إن سائق إسعاف وصل ميتاً إلى مستشفى الطب العدلي، بعد قيامه بنقل امرأة متوفاة وسط مدينة العمارة، العاصمة المحلية لمحافظة ميسان، جنوب العراق 250 كلم، إلى مستشفى الزهاوي".
ووفقاً للمصادر ذاتها، "فإن السائق تعرض للضرب بسبب قيادته البطيئة خلال التوجه إلى المستشفى وحدوث ملاسنة بين السائق وقريبة السيدة المتوفاة، ما أدى إلى وفاته متأثراً بالضرب الذي تلقاه"، مؤكداً أنه تم نقل جثمان السائق مع جثمان المرأة المتوفاة إلى المستشفى، وفتح تحقيق في الحادث.
وتعد حوادث الاعتداء على الكوادر الطبية في العراق أمراً شائعاً، إذ شهد مطلع العام الجاري أكثر من ثلاث عمليات إضراب للأطباء والموظفين الصحيين، بسبب حالات الاعتداء بالضرب والشتم التي تطاولهم أثناء تأدية واجبهم بالمستشفيات والمراكز الصحية.
ويقول مسؤولون في الشرطة، إن العشائر والمليشيات، المتورط الأول بعملية استهداف موظفي القطاع الصحي بالعراق.
ونفذت نقابة الأطباء العراقيين الشهر الماضي اعتصاما هددت بتحويله إلى إضراب عام بسبب اعتداءات طاولت أطباء وموظفين صحيين، كان آخرها اقتحام مستشفى من قبل أفراد عشيرة، واعتداؤها على أحد الأطباء بعد وفاة قريب لهم في محافظة البصرة جنوبي العراق.
وقال عضو نقابة الأطباء العراقية الدكتور وسام أحمد لـ"العربي الجديد" إن "تكرار حالات الاعتداء على الأطباء يمثل الوجه الحقيقي لضعف الدولة والقانون".
وأضاف أحمد "هناك أطباء باتوا يخشون إجراء عمليات جراحية أو التعامل مع مرضى ردهات الطوارئ بسبب الاعتداءات اليومية، كما أن لعاب العصابات والجماعات الخارجة على القانون يسيل على عيادات الأطباء، حيث ينفذون عمليات دهم وسرقة الأموال منها والاعتداء على الأطباء بين وقت وآخر".
وبلغ مجموع الأطباء والموظفين الصحيين الذين تعرضوا إلى اعتداءات في العراق منذ مطلع العام الجاري، نحو 560 شخصاً، بين الضرب وإطلاق النار والخطف والمحاكمة العشائرية وتكسير عياداتهم، توفي منهم 7 حتى الآن، جراء حوادث اختطاف انتهت بالقتل.