تخشى الحكومة العراقية من تنفيذ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عمليات انتقامية داخل المدن، ومنها العاصمة بغداد بالتزامن مع إطلاق معركة الموصل التي بدأت فجر أمس الإثنين، الأمر الذي استدعى اتخاذ إجراءات أمنية مشدّدة داخل العاصمة، تلافياً لوقوع تفجيرات. ودعا رئيس الحكومة، حيدر العبادي، في بيان، إلى "الحذر من عمليات إرهابية بالتزامن مع انطلاق عمليات تحرير نينوى"، داعيا القوات الأمنية الى "اليقظة من ذلك". وطالب المواطنين بـ"أخذ الحيطة من عمليات انتقامية قد ينفّذها تنظيم داعش الإرهابي في المناطق الآمنة".
من جهته، أكّد ضابط في قيادة عمليات بغداد، المسؤولة رسمياً عن الملف الأمني في العاصمة بغداد، أنّ "القيادة تلقت توجيهات مشدّدة من قبل العبادي، نصّت على الاستعداد وأخذ الحيطة والحذر من ردّة فعل داعش، إذ قد يقدم على تنفيذ تفجيرات وأعمال عنف في بغداد كردّة فعل على معركة الموصل". وقال الضابط، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "قيادة العمليات وضعت خطة طارئة لحفظ أمن بغداد، ونشرت قطعاتها استعداداً للتصدّي لأي محاولة تفجير قد يقدم عليها داعش"، مبيناً أنّ "القيادة كانت وضعت خطّة أمنية خاصة بعاشوراء، واليوم شدّدت من إجراءاتها الأمنية التي اتخذتها والتي تضمّنت أيضاً نشر قطعات أمنية قرب المراكز التجارية والأسواق والمناطق المزدحمة، في عموم مناطق العاصمة".
وعلى الرغم من تلك الإجراءات، لم تستطع القوات الأمنيّة المستنفرة منع انتحاري من تفجير سيارته المفخخة على حاجز أمني في منطقة العدوانية التابعة لبلدة اليوسفية جنوبي بغداد. وقال ضابط في قيادة شرطة بغداد إن "ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا، وأصيب عشرة، بينهم عناصر شرطة بتفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف نقطة تفتيش للقوات الأمنية في منطقة العدوانية التابعة لناحية اليوسفية جنوب بغداد". وسارعت قوات الأمن العراقية إلى تطويق مكان التفجير، ومنعت اقتراب الأشخاص تحسباً لحدوث تفجير ثان قد يستهدف قوات الأمن، بينما قامت سيارات الإسعاف بنقل جثث القتلى والجرحى إلى المستشفيات.
خلال ذلك، اتخذت محافظات صلاح الدين والأنبار وبابل وديالى، فضلاً عن محافظتي النجف وكربلاء، إجراءات أمنية مشددة. وقال مسؤول في وزارة الداخلية العراقية، لـ"العربي الجديد"، إن "الإجراءات تأتي تحسباً لأي هجمات إرهابية تستهدف المدنيين من قبل التنظيم"، فيما أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، العميد سعد معن، في اتصال مع "العربي الجديد"، أن "الهجمات الانتقامية من داعش واردة، واستهداف المدنيين دليل على عجزه وفشله بعد خسارته في ساحات القتال"، مشيراً إلى "الاستمرار بتعزيز الأمن واحباط أي عمليات إرهابية"، مطالبا "المواطنين التعاون مع قوات الأمن في هذا الشأن والإبلاغ عن أي أمور مشبوهة".
على الجانب الثاني، قال المقدم في قوات البشمركة، هلكرد رسول، إن الجيش التركي عزز دفاعاته في منطقة سيلوبي على الحدود مع العراق، ونشر دبابات ووحدات خاصة، موضحاً، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "الإجراء جاء بعد بدء القتال وتصاعد سحب الدخان على مسافة قريبة من الحدود مع تركيا". وحذرت أنقرة مراراً من أن الهجوم على مدينة الموصل قد يثير نزاعاً طائفياً. وقال نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش أمس الإثنين، إن تركيا مستعدة لاستقبال مئات الآلاف من اللاجئين المحتملين الذين قد يفرون من مدينة الموصل العراقية، إذا تسببت عملية مدعومة من الولايات المتحدة لطرد "داعش" من المدينة في تأجيج العنف الطائفي.