شيّع عدد كبير من أبناء مخيم شعفاط، شمال القدس المحتلة، ومن عموم محافظة القدس، فجر اليوم الأربعاء، جثمان الشهيد أنور السلايمة، وسط هتافات نددت بجريمة قتله.
وصل جثمان الشهيد إلى منزله في المخيم، بعد أن سلمته سلطات الاحتلال لذويه، وسط أجواء من الحزن والغضب، إذ لم يمض على زواجه سوى ثلاثة شهور.
ونقل الجثمان في موكب مهيب، حمل خلاله فوق الأكتاف، بعدما قضى الشهيد جزءاً كبيراً من حياته في مخيم شعفاط، بحسب ما روى الناطق باسم فتح في المخيم، ثائر الفسفوس، لـ"العربي الجديد".
ولفّ نعش السلايمة بالعلم الفلسطيني، وتوجه موكب تشييعه إلى مسجد المخيم، حيث أدى المشيعون الصلاة عليه، ومن هناك اخترق آلاف المواطنين الفلسطينيين المشاركين شوارع شعفاط باتجاه مقبرة بلدة عناتا المجاورة، ليوارى الثرى، وسط ترديد هتافات غاضبة ورفع العلم الفلسطيني وأعلام الفصائل الوطنية.
كان الشهيد قد قتل، صباح يوم الأربعاء الماضي، برصاص جنود الاحتلال، وأصيب اثنان من رفاقه، أيضاً، بجروح متفاوتة، بينما كانوا عائدين من عملهم في القدس الغربية إلى منازل عائلاتهم في بلدة الرام، شمال القدس. باغتتهم قوة عسكرية كانت اقتحمت البلدة وداهمت مخرطة للحدادة، بدعوى أنها تنتج سلاحاً وذخيرة، وأطلقت النار عليهم من مسافة قريبة جداً، بادعاء محاولتهم دهس أحد الجنود، وفق ما رواه والده، ووفقاً لرواية سرحان السلايمة، الرئيس السابق للمجلس المحلي الرام.
وأطلقت سلطات الاحتلال، التي احتجزت جثمان الشهيد، سراح المصابين من عائلتي الرشق ونصار، اللذين جرحا في الحادث، بعد أن تأكد لها زيف الادعاء والرواية الأولية التي تحدثت عن محاولة لعملية دهس.