ملف "المجلات السينمائية العربية"، المنشور في "العربي الجديد" اليوم، يبحث في مسائل غير محصورة بالمطبوعة بحدّ ذاتها، بقدر ما يكشف جوانب مختلفة تتناول المشهد السينمائيّ في دول عربية، لها تاريخ في الإنتاج السينمائي، وإصدار المجلات. ومع أنه يركّز على مصر والمغرب والعراق ولبنان تحديدًا، بالإضافة إلى إلقاء نظرة ضرورية على واقع المجلات الإنكليزية والأميركية والفرنسية كمحاولة للمقارنة الثقافية، إلّا أن غياب دول أخرى ومجلات سينمائية تصدر فيها غير مقصود، فالنقاش مفتوحٌ، والمتابعة مطلوبة، والحوار ضروريّ.
الملف تجربة بحثية يُتوقَّع إكمالها لاحقًا. فللمجلات السينمائية أدوارٌ عديدة تؤدّيها، بدءًا من بلورة ثقافة سينمائية لدى القرّاء، وإيجاد معادلات نقدية للنتاج السينمائي، وإتاحة مجالات مختلفة لنقاشٍ نقديّ بين الأطراف المعنيين بالسينما، من صانعي الأفلام والعاملين فيها، إلى المُشاهدين، مرورًا بالمنتجين والموزّعين. وإذْ تكشف المتابعات المنشورة في الملف حجم التحدّيات التي تواجهها المجلات، ومعظمها عاجزٌ عن الاستمرار، بينما القلّة تستمرّ في ظلّ ظروفٍ صعبة، لغياب التمويل أولاً وأساسًا؛ فإنّ الحاجّة إلى مجلات سينمائية متخصّصة ملحّة وضرورية، رغم التطوّرات الهائلة في تقنيات التواصل، المنبثقة من انتشار "إنترنت" ووسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية.
رغم الصناعة الكبيرة فيهما، يفتقد المغرب ومصر صناعة مجلات سينمائية تواكب الإنتاج والحراك والقضايا، وتستمر في الصدور. وإذا كان حال دولتين كهاتين تصنعان السينما وتفتقدان المجلة، فكيف سيكون حال دولٍ غير صناعية (مع أنّ فيها إنتاجًا سينمائيًا)، على مستوى المجلات؟