اقتحم أكثر من 140 مستوطناً متطرفاً باحات المسجد الأقصى، صباح اليوم الثلاثاء، في وقت أغلقت فيه قوات الاحتلال أبواب المسجد أمام المقدسيين ممن قلّت أعمارهم عن خمسين عاماً، وحظرت دخول النساء بالمطلق، كما كشف أشرف أبو ارميلة أحد مسؤولي وحدة الحراسة في الأقصى لـ"العربي الجديد".
وأشار أبو ارميلة إلى أن الساحات بدت خالية من المرابطين تماماً بعد أن مُنعوا جميعاً من الدخول، ولم تسمح قوات الاحتلال إلا لبضع عشرات من كبار السن من الوصول إلى المسجد، فيما منعت مئات الشبان من أداء صلاة الفجر في المسجد، ما اضطرهم إلى الصلاة في الطرقات والساحات القريبة من أسواره.
كما اعتقل جنود الاحتلال أحد حراس الأقصى، ويدعى الشاب مهند إدريس، عند مدخل المسجد القبلي، بعد الاعتداء عليه أثناء محاولته إزالة آثار الدمار والخراب الذي خلفه جنود الاحتلال، أمس الاثنين، خلال اعتدائهم على المعتكفين فيه.
وقال أبو ارميلة، إن جنود الاحتلال لم يكتفوا بالاعتداء على إدريس وعلى مرأى من مسؤولي الأوقاف، وفي مقدمهم مدير عام الأوقاف الشيخ، عزام الخطيب، بل اعتقلوه واقتادوه إلى مركز شرطة الاحتلال في المحكمة التنكزية المتاخمة للأقصى، وسط احتجاجات المسؤولين الذين توجهوا إلى محيط مقر شرطة الاحتلال، واعتصموا هناك مطالبين بإطلاق سراح الحارس المعتدى عليه.
كذلك تصدت مجموعة من المرابطات المقدسيات في شارع السلسلة بالقرب من المسجد الأقصى لعدد من المستوطنين المتطرفين كانوا قد اقتحموا المسجد الأقصى صباحاً، ووقع تدافع بين المرابطات وشرطة الاحتلال التي حاولت اعتقال إحداهن. وهتفت المرابطات بعبارات التكبير، ونددن بمنعهن من دخول المسجد الأقصى من سلطات الاحتلال التي زجت بمستوطنيها في ساحات الأقصى.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت أيضاً شابين من حارة السعدية في البلدة القديمة، وشاباً آخر في شارع السلطان سليمان، بعد توقيفهم وإخضاعهم للتفتيش.
وأُصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق جراء استهدافهم بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع في قرية العرقة، قرب جنين في الضفة.
وقال رائد يامن رئيس المجلس القروي في العرقة لـ"العربي الجديد"، إن "قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت والغاز باتجاه المزارعين الفلسطينيين الذين كانوا يقطفون الزيتون، في أراضيهم القريبة من الجدار العازل بالقرب من مستوطنة شاكيد المُقامة على أراضي البلدة مما أدى إلى حالات الاختناق".
ولفت إلى أن "هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها المزارعين الفلسطينيين للاستهداف".
وتعرّض المزارع الفلسطيني عبد الرحمن رجب، لسرقة زيتونه للمرة الثانية خلال يومين، في قرية كفر اللبلد قرب طولكرم في الضفة.
في سياق منفصل، ذكرت مصادر محلية من الخليل، أن "قوات الاحتلال أغلقت كافة مداخل قرية الكرمل الواقعة شرق بلدة يطا جنوب المدينة، ونصبت الحواجز العسكرية واعتلت أسطح المنازل مع قيامها بعمليات استفزازية للأهالي من دون سبب".
تأتي هذه التطورات بعد يوم وصفه مسؤولو الأوقاف بأنه من الأيام السوداء في تاريخ الأقصى، إذ استبيح المسجد القبلي وتم الاعتداء على المصلين فيه، فيما دنّس جنود الاحتلال سطحه وسطح المتحف الإسلامي بصعودهم عليه، في حين سمحت قوات الاحتلال لنحو 280 مستوطناً باقتحامه والمساس بقدسيته. كذلك اعتدي، أمس، على النساء بالضرب والدفع وإسقاطهن أرضاً وركلهن، بينما أصيب 14 مواطناً بالرصاص المطاطي ونحو 40 اختناقاً بالغاز المسيل للدموع.
وأدت إجراءات الاحتلال المشددة في القدس المحتلة، حيث ينتشر آلاف الجنود، إلى عرقلة وصول مئات التلاميذ إلى مدارسهم، ولا سيما في البلدة القديمة والمسجد الأقصى، في وقت شددت فيه قوات الاحتلال من تدابيرها العسكرية والأمنية عشية ما يُسمّى بمسيرة القدس، المقرر أن يشارك فيها عشرات الآلاف من المستوطنين، وأكثر من 60 ألفاً من أنصار الاحتلال في الولايات المتحدة وأوروبا التي تتضمن ثلاثة احتفالات مركزية في "حديقة ساغر" غربي القدس، غابة القدس ووسط المدينة.