المرزوقي يبشر بزمن الاستقرار وعلاوي يحذر من التقسيم

الدوحة
أنور الخطيب
أنور الخطيب
صحافي أردني. مراسل "العربي الجديد" في قطر.
12 مايو 2015
066A498A-D530-488C-84A5-A5EC49BA4431
+ الخط -

بشر الرئيس التونسي السابق، محمد المنصف المرزوقي، بالاستقرار الحقيقي لا المزيف، الذي سيتحقق في العالم العربي مستقبلاً، واصفاً المرحلة، التي تعيشها المنطقة العربية، بأنها مرحلة اللا استقرار،بين الاستقرار المزيف والاستقرار المنشود، وهي باهظة الثمن والتكاليف إنسانياً وسياسياً واقتصادياً، لكنها ضرورية للقطع مع الاستقرار المزيف والمرور إلى الاستقرار الحقيقي، فيما حذر نائب الرئيس العراقي، إياد علاوي، من أن تؤدي التغييرات الديموغرافية، التي يشهدها أكثر من بلد عربي، إلى إعادة رسم خرائط جديدة، جغرافية ومجتمعية في المنطقة. وقال إن الإرهاب والتطرف والطائفية السياسية بأشكالها، تعد من أبرز التحديات، وتقع في مقدمة عوامل التهديد الجدي لكياناتنا الوطنية ونسيج مجتمعاتنا وإنجازاتنا وحضاراتنا، معتبراً أن التدخلات الخارجية ودعم بعض الدول للتطرف فاقم الأزمات في كل بلداننا، فالاحتقانات أدت لإفرازات سلبية، وفي مقدمتها متغيرات ديموغرافية، تشهدها المنطقة تتمثل بـ 7 ملايين نازح ومهاجر سوري، و3 ملايين في العراق، عدا المهاجرين، بسبب الإرهاب والتطهير العرقي والمذهبي، وموت الآلاف غرقاً وجوعاً بحثاً عن حياة كريمة في دول أخرى.


تفاؤل المرزوقي، وتحذير علاوي جاءا في كلمتين منفصلتين ألقياها أمام منتدى الدوحة الخامس عشر ومؤتمر إثراء المستقبل، الذي افتتحه نائب أمير قطر، الشيخ عبد الله بن حمد آل ثاني، مساء اليوم، الإثنين.

اقرأ أيضاً: المرزوقي يرفع شارة "رابعة" ويدعو إلى إطلاق مرسي

وفي الوقت، الذي دعا فيه نائب الرئيس العراقي إلى مزيد من الإصلاحات وإعادة النظر في هيكلة المؤسسات الإقليمية والدولية، مثل جامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، وإلى عقد مؤتمر إقليمي برعاية دولية، لإيجاد التفاهمات والقواعد الواضحة، التي تقوم على تبادل المصالح، واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، اعتبر الرئيس التونسي السابق أن الاستقرار المزيف هو الذي حاولت الدولة العربية الكلاسيكية فرضه على شعوبها، وعاشت تونس نموذجاً مرعباً منه، "أدى إلى نوع من الاستقرار المزيف، حتى يتم إسكات المعارضة بحجة مواجهة الإرهاب".

واستنكر المرزوقي تحسر بعض الأطراف على الثمن الباهظ، الذي يدفعه الشعب السوري للانتقال من تلك الفترة، وكأن الشعب السوري كان أمامه خيار آخر، كما استنكر واستغرب ممن قال عنهم إنهم لم يستوعبوا الدرس، وإنه لم يعد بالإمكان في هذا العصر العودة إلى الأساليب القديمة والتغني بالاستقرار المفروض بعنف الدولة والبوليس. وقال: "أستغرب أن يعاد في مصر النموذج نفسه، فالأسباب نفسها تؤدي إلى النتائج نفسها والعاقبة معروفة، الانفجارات الرهيبة التي ربما تكون أعنف مما عرفناه". وأكد ثقته بأن الشعوب العربية في داخلها قوة جبارة تدفع إلى الاستقرار الحقيقي القائم على الحوكمة الرشيدة والتوزيع العادل للثورات والتعاون الاقليمي، وأن الشعوب ستتصدى بكل قوتها لكل الخراب والنماذج الفاسدة والاستقرار المزيف وسوف تصل بالعمل والأمل والإيمان إلى تحقيق ما نصبو إليه وربما تكون تلك مهمة جيل الأبناء، على حد تعبيره.

اقرأ أيضاً: مساعٍ لإطلاق مصالحة وطنية لإنقاذ العراق من فتنه الداخلية

وكان رئيس الوزراء ووزير الداخلية القطري، الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، قد دعا في كلمة افتتح بها أعمال المنتدى، مجلس الأمن إلى اتخاذ مواقف عادلة إزاء المشكلات الهامة، التي تواجه العالم حاليا، معتبرا "أن السلام هو الخيار الأمثل والاستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط، وأن المنطقة لن تعرف الأمن والاستقرار إلا بعد إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي العربية المحتلة، ومنح الشعب الفلسطيني الحق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود  عام 1967 وفقا لمقررات الشرعية الدولية والعربية".

وقال إن "مجلس الأمن لم يقم بأداء مسؤولياته القانونية والأخلاقية لحفظ السلم والأمن الدوليين، تجاه أعمال الاستيطان والبطش والتدمير والاعتقال والحصار، التي تمارسها إسرائيل، فلم يحرك ساكناً حتى بأن يضغط ويهدد بفرض عقوبات على إسرائيل، كما يفعل مع دول أخرى تمارس أعمالاً أقل عدوانية منها"، لافتاً إلى أن هذا ما يعكس "الازدواجية في المعايير في معالجة قضايا الشعوب، وهو أمر يخالف بل يهدر الشرعية الدولية ويفقد الشعوب مصداقية المجتمع الدولي".


واعتبر أن عدم قدرة مجلس الأمن على حسم كثير من المنازعات قد أسفر عن إخفاق نظام الأمن الجماعي، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى خلق بيئة تفضي إلى العنف وعدم الاستقرار، وهو وضع يستحيل معه تحقيق الأمن والاستقرار أو تعزيز الديمقراطية أو حقوق الإنسان.

كما ألقى المسؤول القطري باللائمة على "تقاعس المجتمع الدولي، وبخاصة مجلس الأمن، في السعي الجاد إلى إنهاء الأزمة السورية وتحقيق تطلعات الشعب السوري المشروعة رغم استمرار معاناة الشعب السوري جراء عمليات التدمير وجرائم الإبادة والتشريد على يد النظام السوري، متجاوزاً كافة الخطوط التي تفرضها الأخلاق والقوانين والأعراف الدولية والقيم والمبادئ الإنسانية، لا سيما في ظل استخدام النظام السوري الغازات السامة ضد المدنيين الأبرياء في تحدٍّ وانتهاك صارخ لإرادة المجتمع الدولي وللقوانين الدولية".

وطالب المجتمع الدولي بتعزيز التعاون للقضاء على آفة الإرهاب، عبر التصدي بشكل جاد لجذور العنف الدائم والمنظم والمهمل، والمتمثلة في الفقر الشديد وحالات عدم المساواة الصارخة، وعدم احترام حقوق الإنسان، والإقصاء السياسي أو الطائفي، وقال: "إذا ما اقتصرت مواجهة الإرهاب على الحلول الأمنية والعسكرية فسوف يظل السلام والأمن والاستقرار رسالة من المستحيل تحقيقها".

جدير بالذكر أن "مُنتدى الدوحة "ومؤتمر إثراء المستقبل، الذي يتمّ تنظيمه كل عام، تُشارك فيه نخبة مُتميّزة من رؤساء الدول والحكومات الحاليين والسابقين، ويناقش قضايا التحوّل الديمُقراطي، والأمن الجماعي، والاستقرار الإقليمي والدولي، وقضايا التنمية الإنسانيّة وأمن الإنسان، والاقتصاد والأعمال والطاقة، ومجالات التعاون الدولي، والمسائل المصيريّة وحقوق الإنسان والإعلام المُعاصر والتواصُل.

اقرأ أيضاً منتدى الجزيرة: السيسي يجلب الإرهاب.. و"الربيع العربي" كالثورة الفرنسية

ذات صلة

الصورة
وفد أممي في مخيم نازحين سوريين في إدلب - سورية - 14 أكتوبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

زار وفد من الأمم المتحدة مدينة إدلب السورية، للاطلاع على أوضاع مواطنين سوريين وصلوا أخيراً بعد مغادرتهم لبنان وسط العدوان الإسرائيلي المتصاعد هناك.
الصورة
غوتيريس خلال المقابلة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، 16 سبتمبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

وقعت أكثر من 100 دولة عضو في الأمم المتحدة على رسالة لدعم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس رداً على إعلان إسرائيل أنه "شخص غير مرغوب فيه".
الصورة
جنود إسبان من "يونيفيل" قرب الخيام، 23 أغسطس 2024 (أنور عمرو/فرانس برس)

سياسة

تُظهر الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" وكأن القوة الأممية باتت في آخر أيامها في لبنان.
الصورة
المرض في غزة

اقتصاد

مع دخول حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة عامها الأول، حولت آلة الحرب الإسرائيلية مناطق وأحياء سكنية كاملة إلى كومة من الركام بعد تدمير 75% من المباني.