تمكّنت قوات المعارضة المسلّحة المنتمية لـ"جيش الفتح"، من التقدّم وإحكام سيطرتها فجر اليوم الإثنين، على معسكر القرميد، أحد أهم معاقل النظام السوري، شمالي البلاد.
وأفاد الناشط الإعلامي، أبو محمد الإدلبي، لـ"العربي الجديد" أنّ "مقاتلين من جيش الفتح، بدأوا منذ مساء أمس هجوماً واسعاً ضد عناصر قوات النظام في معسكر القرميد، بالريف الجنوبي لإدلب، معتمدين بداية على الانغماسيين، وتفجير سيارة مفخخة، ومن ثم الاقتحام بالدبابات، إلى أن سيطروا مع ساعات الفجر الأولى على كامل المعسكر".
كما أشار إلى أنّ "عملية السيطرة أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر قوات النظام، في حين انسحب الباقون إلى الأحراش المحيطة بمدينة أريحا، بينما لم ترد بعد أعداد لقتلى المعارضة".
اقرأ أيضاً جسر الشغور بيد المعارضة: عين على القرداحة... والمنطقة الآمنة
وتزامن هجوم "جيش الفتح" ليل أمس على معسكر القرميد، مع غارات عنيفة نفّذها طيران النظام الحربي على قريتي جوزف، وأورم الجوز، بريف إدلب، ذهب ضحيتها 14 مدنياً، فضلاً عن عشرات الجرحى، ووفقاً للإدلبي، فإنّ "سبع غارات للطيران الحربي، طالت معسكر القرميد صباح اليوم، وسط استمرار تحليقه في الأجواء".
بدوره، أكّد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، "سيطرة كتائب المعارضة على إدلب، ما يشكّل انهياراً ثالثاً لقوات النظام خلال ثلاثين يوماً، بعد خسارتها لمدينتي إدلب وجسر الشغور"، لافتاً إلى أنّ "مقاتلي جيش الفتح استولوا في معسكر القرميد، على 7 دبابات و6 مدافع هاون وفوزليكا، وعدد من راجمات الصواريخ وناقلات الجند المدرعة، والرشاشات الثقيلة، بالإضافة لكميات كبيرة من الذخيرة".
ويعتبر معسكر "القرميد"، من أهم مقرات قوات النظام في شمالي سورية، وريف إدلب الجنوبي، كما أنّه منطلق لقصف معظم مناطق ريف إدلب بالمدفعية الثقيلة وقذائف الدبابات وراجمات الصواريخ، وكان قد تسبب بوقوع عشرات المجازر في تلك المناطق سابقاً.
إلى ذلك، توقّعت مصادر محلية، أن "يوجّه مقاتلو جيش الفتح بعد معسكر القرميد، أنظارهم إلى مدينة أريحا، التي تبعد عن المعسكر نحو 7,5 كم، كما أنّها تعتبر طريق إمداد لعناصر قوات النظام المتمركزة في معسكر المسطومة، الذي يضاهي بدوره القرميد أهمية ومساحة، ويقع عند أطراف مدينة إدلب".
اقرأ أيضاً: المعارضة السورية تتقدم بسهل الغاب بعد تحرير جسر الشغور