واكب مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي التظاهرات اللبنانية غير المسبوقة، منذ انطلاقها يوم الخميس، احتجاجاً على فشل السلطات في إدارة الأزمة الاقتصادية، ورفضاً لتوجه الحكومة إلى إقرار ضرائب جديدة في وقت لم يعد بإمكان المواطنين تحمل غلاء المعيشة والبطالة وسوء الخدمات العامة.
اللبنانيون أطلقوا وسوماً عدة لمتابعة احتجاجاتهم الشعبية، ونقلوا عبرها فيديوهات وصورا وثقت تحركاتهم ومطالبهم وشعارات الشارع، أبرزها "#لبنان_يثور" و"#لبنان_ينتفض" و"الأموال المنهوبة" و#LebanonProtests (تظاهرات لبنان) التي تصدرت قائمة الأكثر تداولاً على موقع "تويتر" في البلاد. ورفعوا شعارات "الشعب يريد إسقاط النظام" و"ثورة، ثورة" و"استعادة الأموال المنهوبة"، مطالبين باستقالة الكتل السياسية كلها، خاصة بعد استقالة وزراء "القوات اللبنانية" ليل يوم السبت. كما نقلوا تظاهرات داعمة للحراك اللبناني في مدن عدة حول العالم.
واندفع المغردون العرب إلى استخدام الوسوم نفسها في تداول أخبار التظاهرات اللبنانية التي لم تغب عنها روح الثورات في سورية ومصر والعراق والجزائر والسودان... إذ شارك مغردون مصريون شعارات رفعها اللبنانيون في شوارعهم تطالب برحيل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والإفراج عن المعتقلين كلهم، وأبرزهم علاء عبد الفتاح وإسراء عبد الفتاح. الحماس اللبناني دفع المصريين إلى إعادة التغريد عبر وسم "#هتغور_ياسيسي" مطالبين برحيل الرئيس.
الحضور العراقي كان بارزاً على مواقع التواصل الاجتماعي حيث رحّب المغردون العراقيون بحراك اللبنانيين، متفقين على أوجه شبه عدة تجمع احتجاجات الشعبين، أبرزها الانتفاض على الفساد والطائفية والظلم والطبقية، فضلاً عن النفوذ الإيراني.
طبعاً، سورية كانت الحاضر الأكبر عبر هتافات ولافتات رُفعت دعماً لشعبها وثورته في وجه نظام بشار الأسد. وتابعها السوريون بحماس على مواقع التواصل الاجتماعي، معولين عليها في تخليصهم من نظام حليف ساعد الأسد في قمع ثورتهم، وفي رفع الصوت أمام خطاب الكراهية والعنصرية الذي واظب عليه مسؤولون لبنانيون ضد اللاجئين السوريين. فلسطين حضرت أيضاً بشعارات هاجمت الخطاب العنصري ضدهم في لبنان، وانتشرت فيديوهات وثقت بث النشيد اللبناني في فلسطين.
Facebook Post |
Facebook Post |
وكان لافتاً كسر الصور النمطية عن لبنان واللبنانيين لدى المغردين العرب، إذ عبر بعض المتفاعلين مع المظاهرات عن "صدمتهم" من حقيقة الوضع المعيشي في لبنان الذي كانوا يعتقدون أن كل من فيه ينعم بحياة الرغد والرفاه.
Facebook Post |