جددت طائرات النظام السوري الحربية، اليوم الجمعة، استهداف الأحياء السكنية التي تسيطر عليها المعارضة السورية في مدينة حلب لليوم الثامن على التوالي، إذ أعلنت مؤسسة الدفاع المدني أن طائرات النظام السوري استهدفت أحياء المدينة بأكثر من عشرين غارة.
ورغم إعلان المجلس الشرعي في حلب عن إلغاء صلاة الجمعة في المدينة، للمرة الأولى، خوفا على حياة المصلين الذين قد تستهدف مساجدهم وجوامعهم طائرات النظام السوري، قامت هذه الطائرات بقصف جامع أويس القرني في حي السكري، جنوب غرب مدينة حلب، ما تسبب بتدمير باحته الخارجية وتضرر واجهته بشكل كبير، بحسب مقاطع مصورة بثها ناشطون محليون على الإنترنت.
وقال الناشط حسن الحلبي لـ"العربي الجديد"، إن طائرة حربية شنت غارة جوية على مبنى سكني مجاور لجامع الحمزة، في حي المشهد، جنوب غرب حلب، ما أدى إلى دمار المبنى بشكل شبه كامل لتهرع فرق الدفاع المدني إلى المكان وتبدأ عمليات الإخلاء والبحث عن الجرحى والضحايا بين الأنقاض.
كما لفت الحلبي إلى أن قصف حي المشهد تسبب بجرح نحو خمسة عشر مدنيا، في حصيلة أولية مرشحة للزيادة مع استمرار عمليات الإنقاذ.
إلى ذلك، واصلت طائرات النظام السوري استهداف النقاط الطبية العاملة في مناطق سيطرة المعارضة في مدينة حلب، حيث شنت طائرة حربية غارة جوية على المستوصف الطبي في حي المرجة، شرق حلب، ما أدى إلى دمار المركز وخروجه من الخدمة بشكل كامل.
وشنت طائرة حربية تابعة للنظام السوري أيضا غارة جوية على مبنى سكني في حي القاطرجي إلى الشرق من حي الشعار في المدينة، ما أدى إلى مقتل رجل من سكان الحي وإصابة عشرين آخرين بجراح.
كما قصفت طائرات النظام السوري أحياء بستان القصر والكلاسة في شارع جامع أبو الرجاء وباب النيرب في حلب القديمة، وتواصل فرق الدفاع المدني إخلاء المناطق المستهدفة وإسعاف الجرحى والمصابين إلى النقاط الطبية.
تأتي هذه التطورات في الوقت الذي تصدّت فيه قوات المعارضة السورية، فجر اليوم الجمعة، لهجومين متزامنين شنتهما قوات النظام المدعومة بالمليشيات المحلية وعناصر من "حزب الله" اللبناني، على جبهة القتال في منطقة حي جوبر، شمال دمشق، وفي منطقة بالا في القسم الجنوبي من غوطة دمشق الشرقية.
وقال الناشط الإعلامي مهند الدوماني، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات المعارضة المتمثلة بـ"جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن" وغيرهما، تمكنت من التصدي لمحاولات قوات النظام المتجددة للتقدم على جبهة بالا في غوطة دمشق الشرقية.
ولفت الدوماني إلى أن الاشتباكات التي جاءت بعد حشد النظام لقوات جديدة في المنطقة، أدت إلى مقتل عدد من عناصر قوات النظام وتمدير آليتين عسكريتين لها في المنطقة.
وجاء هذا الهجوم الجديد لقوات النظام في المنطقة، عقب هجومٍ فاشل آخر شنته، الأحد الماضي، إذ حاولت قوات النظام التقدم في المنطقة، قبل أن تنجح قوات المعارضة بصدّ الهجوم واستعادة النقاط التي خسرتها، بحسب ما أعلن "جيش الإسلام" على موقعه الإلكتروني.
وتحاول قوات النظام فصل منطقة المرج، جنوب الغوطة، عن بقية مناطق سيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية، لأهميتها الاستراتيجية والاقتصادية، إذ تعتبر المنطقة الوحيدة المجاورة لطريق المطار ومطار دمشق الدولي، كما تُعدّ خزاناً اقتصادياً زراعياً استفاد منه سكان الغوطة الشرقية في حصارهم، الذي بدأ منذ نحو أربع سنوات ولا يزال مستمراً حتى اليوم، وتسكن نحو ثلاثة آلاف عائلة منطقة المرج.
على خطٍ موازٍ، تمكّنت قوات المعارضة، التي تسيطر على مناطق غوطة دمشق الشرقية وصولاً إلى حي جوبر، شمال دمشق، من التصدي لهجوم جديد شنته قوات النظام على جبهات القتال في محيط حي جوبر.
كما تصدت المعارضة المسلّحة لمحاولات قوات النظام التقدم على جبهات القتال في مناطق عربين والبحارية قرب حي جوبر، وفي مناطق حتيتة التركمان والغزلانية، جنوب غوطة دمشق الشرقية، في الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات المتقطعة في هذه المناطق منذ منتصف الليلة الماضية.