تراجعت مؤشرات أسواق المال العالمية في آسيا وأوروبا وسط مخاوف المستثمرين من تداعيات الهجوم الحوثي على تطور التوتر العسكري بين إيران والولايات المتحدة ومخاطر انزلاق المنطقة إلى حرب.
وحسب بيانات بلومبيرغ، هبط مؤشر "ستاندرد آند بورز" الأميركي للعقود المستقبلية تحت مستوى 3000 نقطة، كما خسر عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات حوالى 8 نقاط أساس إلى 1.18%، كما شهدت السيولة الدولارية نقصاً في المصارف وأسواق المال، وهي تداعيات لم تكن محسوبة في الأسواق من قبل.
وفي أوروبا، هبطت الأسهم الأوروبية اليوم الاثنين، بعد أربع جلسات متتالية من المكاسب، إذ تراجع إقبال المستثمرين على المخاطرة بسبب الهجمات على المنشآت السعودية وبيانات ضعيفة من الصين.
وحسب رويترز، انخفضت أسهم قطاع الطيران، إذ نزلت أسهم رايان إير القابضة وإير فرانس وإيزي جت أكثر من أربعة بالمئة.
وفي أسواق الصرف، ارتفعت العملات المرتبطة بسعر النفط اليوم الاثنين، بعد الهجوم على منشآت تكرير في السعودية مما أدى لاضطراب إمدادات الخام العالمية بينما زاد الين الياباني والفرنك السويسري مع سعي المستثمرين القلقين إلى ملاذ آمن.
وصعدت الكرونة النرويجية 0.7 بالمئة مقابل الدولار ثم استقرت عند 8.964 كرونة مقابل الدولار مرتفعة 0.3 بالمئة فقط خلال الجلسة كما زادت بنفس النسبة مقابل اليورو. وارتفع الدولار الكندي 0.2 بالمئة إلى 1.3259 دولار وكذلك الروبل الروسي.
وهرع المستثمرون للاحتماء بالذهب وسط القنوات الاستثمارية الضئيلة المتوفرة أمامهم، حيث كسب الذهب وسط تكالب المستثمرين على شراء المعدن النفيس.
وقال محلل الطاقة بمجموعة "كريدي سويس" المصرفية السويسرية، سول كافونيك، "لم نشهد في التاريخ القريب اضطراباً في إمدادات النفط العالمية واستجابة سريعة كما يحدث الآن".
من جانبها، قالت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، إن هجمات الطائرات المسيرة على المنشآت النفطية سيكون لها تأثير سلبي على التصنيف الائتماني، وإن تعطل الإنتاج "كبير"، مضيفة أنها تتوقع تأثيراً محدوداً على الأجل الطويل.
وفي تصريحات لطمأنة الأسواق المذعورة من تداعيات الهجوم الحوثي على منشأتي النفط السعوديتين، قال وزير الطاقة الأميركي ريك بيري، اليوم الاثنين إن سوق النفط متينة وإن استجابتها للهجوم على قطاع النفط السعودي ستكون إيجابية.
وأدى هجوم في السعودية إلى توقف 5.7 ملايين برميل يومياً من إمدادات النفط العالمية، مما تسبب في أكبر صعود لأسعار الخام منذ 1991، بعد أن ألقى مسؤولون أميركيون باللوم على إيران وقال ترامب إن واشنطن مستعدة للرد.
ويتخوف المستثمرون في أسواق الطاقة العالمية من التصعيد العسكري بين طهران وواشنطن في أعقاب تصريحات الرئيس دونالد ترامب. وهو ما لم يستبعده مستشار سابق بالبيت الأبيض، أكثر من مخاوفهم من تعطل الإمدادات السعودية.
ولدى أميركا والدول الصناعية الكبرى احتياطات كافية لتغطية النقص الطارئ ولكن المخاوف من تداعيات التصعيد على الصناعة النفطية في السعودية.
وكرر موقف حكومته بأنها مستعدة لاستخدام الاحتياطي البترولي الاستراتيجي، الذي يحوي ما يعادل استهلاك الولايات المتحدة النفطي في شهر.
وكان ترامب قد ذكر أن "الولايات المتحدة تدين هجوم إيران على السعودية، وندعو بقية الدول لفعل ذلك. هذا السلوك غير مقبول. إنه غير مقبول ويجب أن تتحمل المسؤولية. من دون شك. هذا هجوم على الاقتصاد العالمي وسوق الطاقة العالمي".