رأي ماركون، ذكّر به اليوم رئيس لائحة "التجمع الوطني"، جوردان بارديلا، وأيضاً مارين لوبان، التي عبرت عن ابتهاجها بهذا الإنجاز، وطالبت بحلّ البرلمان وتنظيم انتخابات مبكرة، وهو ما رفضته على الفور دوائر في الإليزيه.
لكن استطلاعات الرأي الفرنسية أخطأت في تحديد الفائز الثالث وما بعده، وهذا ما جعل الانتخابات الأوروبية بدورتها الحالية حبلى بمفاجآت حقيقية، وعلى رأسها حلول الحزب الإيكولوجي، في المرتبة الثالثة، بنسبة 13 في المائة، وما جعل رئيس لائحة الحزب، يانيك جادو، يتحدث عن حزبه باعتباره "القوة السياسة الثالثة في البلد"، منوهاً بهذه "الموجة الخضراء"، التي تأتي بعد نتائج الإيكولوجيين الألمان والبلجيكيين الباهرة.
والمفاجأة الثانية المدوية، هي انحدار حزب "الجمهوريون" اليميني، الذي فضّل الكثير من ناخبيه "التصويب المفيد" لفائدة لوبان، إلى المرتبة الرابعة، بنسبة 8 في المائة، وهو الذي كان يُمنّي نفسه بخلخلة مبارزة ماكرون ولوبان.
أما المفاجأة الثالثة المدوية، أيضاً، فتمثلت بحلول لائحة "فرنسا غير الخاضعة"، في المرتبة الخامسة، بنسبة 6 في المائة، تليها لائحة "ساحة عامة - الحزب الاشتراكي"، بنسبة قريبة.
Twitter Post
|
وتعتبر هذه النتيجة لحركة جان لوك ميلانشون، الذي كان يأمل في تحقيق المرتبة الثالثة، وتجاوز "الجمهوريون"، هزيمة قاسية، تكسّر آمال حركته السياسية في قيادة اليسار الفرنسي في الاستحقاقات المقبلة. واعتبر ميلانشون أن فرنسا تنحو منحى يجب مقاومته، وأن ماكرون خسر في معركته ضد اليمين المتطرف، ما يدفع إلى أزمة عميقة. وأكد على مواصلة الطريق، معترفاً بأن نتيجة حركته مخيبة للآمال. واستدرك أن العزاء يتمثل في وصول نواب عن حركته إلى البرلمان الأوروبي، داعياً إلى الوحدة، ومؤكداً أنه "لا شيء مستحيلاً رغم الهزيمة، وبالإمكان قلب النتيجة".
وهذه الأحزاب الستة هي فقط التي بإمكانها أن ترسل نواباً إلى البرلمان الأوروبي، في حين أن أحزاباً أخرى سيكون بإمكانها الحصول من الدولة على تعويضات مالية عن الحملة، ومن بينها "انهضي فرنسا"، التي حصلت على نسبة 3 في المائة، وأيضاً حركة "أجيال"، التي يترأسها بونوا هامون. أما الحزب الشيوعي، و"حزب اتحاد الديمقراطيين المستقلين"، الذي يتزعمه جان كريستوف لاغارد، فلم يصلا عتبة 3 في المائة.
وكانت المفاجأة الإيجابية الأولى لهذه الانتخابات الأوروبية، فرنسياً، ارتفاع نسبة المشاركين في التصويت، إلى مستويات غير مسبوقة، فهي تقترب، بحسب تقديرات، إلى 50,4 و52 و54 في المائة، مقابل 42,43 في المائة سنة 2014. ويبدو أن حثّ الساسة الفرنسيين مواطنيهم للتصويت، بغض النظر عمن يستفيد من تصويتهم، أتى أكلَه.
Twitter Post
|
كما كانت نسبة التصويت في الساعة الخامسة مساء، حسب وزارة الداخلية، قد وصلت إلى 43,29 في المائة، أي بزيادة 8 في المائة، مقارنة مع انتخابات 2014، في نفس الساعة.