وأشارت الاستطلاعات، قبيل ساعات من فتح صناديق الاقتراع، إلى أنّ 3 من الأحزاب الدنماركية؛ ومن بينها حزب "سترام كورس" المتطرف بزعامة السياسي المثير للجدل راسموس بالودان، و"الحزب المسيحي الديمقراطي"، ربما لن تتخطى عتبة الحسم بـنسبة 2% من الأصوات.
ويبدو أيضاً أنّ حليف يمين الوسط في الحكم؛ "حزب الائتلاف الليبرالي" (أسسه السياسي من أصل عربي ناصر خضر قبل أن يغادره إلى المحافظين)، بزعامة وزير الخارجية الحالي أندرس سامويلسون، يقف أيضاً على عتبة لا تتخطى 2.4% من أصوات الناخبين، في تراجع كبير مقارنة بما حصل عليه في انتخابات 2015 (7.5%).
ودفع هذا التراجع في معسكر اليمين، مقابل تقدم معسكر اليسار ويسار الوسط، برئيس وزراء الدنمارك وزعيم حزب "فينسترا" الليبرالي في يمين الوسط لارس لوكا راسموسن، إلى رمي قنبلة انتخابية، مساء الثلاثاء، بقوله إنّه سيذهب ربما للتحالف مع يسار الوسط لتشكيل حكومة ائتلاف وسط في البلاد.
وأثار هذا الإعلان حنق "التحالف الليبرالي" واليمين المتشدد، والذي شكّل، بنسبة تفوق 21% خلال الأعوام الماضية، قاعدة برلمانية لحكم راسموسن، ودفع نحو تشديد قوانين اللجوء والهجرة.
وجاءت خطوة راسموسن، بينما يتراجع اليمين المتشدد، حيث منحت نتائج استطلاع، مساء الثلاثاء، حزب "الشعب الدنماركي" الشعبوي، نسبة تصويت محتملة هي أقل من 10%.
وتُعتبر تلك النتائج "كارثية"، بحسب ما يقرأها مراقبون، مقارنة بالاكتساح الذي حققه الشعبويون في عام 2015، وتحوّلهم إلى الحزب الثالث بعد "الاجتماعي الديمقراطي" و"فينسترا" الليبرالي، بنسبة فاقت 21%.
ويشير الاستطلاع الذي تولّته مؤسسة "أبينيون"، إلى ثبات تقدّم ما يسمى "الكتلة الحمراء"، في إشارة لأحزاب اليسار ويسار الوسط، لتشكيل أغلبية برلمانية، تشمل الحزب "الاجتماعي الديمقراطي"، و"اللائحة الموحدة"، وحزب "الشعب" الاشتراكي، و"رديكال فينسترا" و"البديل البيئي"، مع نسبة تتجاوز 54%، أي أكثر من نصف مقاعد البرلمان الـ179.
في المقابل، منح الاستطلاع نسبة بلغت حوالى 38% لـ"الكتلة الزرقاء" في إشارة إلى أحزاب يمين الوسط، ما يعني إمكانية الذهاب إلى حكومة بزعامة رئيسة الحزب "الاجتماعي الديمقراطي" ميتا فريدركسن التي بات راسموسن يغازلها الآن انتخابياً بتقديمه مقترح تشكيل حكومة وسط.
ووفقاً للمؤشرات الصباحية، فإنّ نسبة المشاركة في الانتخابات، اليوم الأربعاء الذي يتوافق مع إجازة رسمية بمناسبة "يوم الدستور" الدنماركي؛ ذكرى التخلّي عن الملكية المطلقة، قد تتجاوز 85%.
ووجّهت أحزاب اليسار، مساء الثلاثاء، بعد تهنئة المسلمين الدنماركيين بعيد الفطر، نداءات للمهاجرين الحاملين للجنسية، بالتوجّه بكثافة إلى صناديق الاقتراع.
ووفقاً لاستطلاع "العربي الجديد"، آراء عشرات المقترعين من أصول عربية، يبدو أنّ الشباب اختاروا توزيع الأصوات بين حزب "اللائحة الموحدة" اليساري، وحزب "راديكال فينسترا" المحسوب على يسار الوسط، والأكثر تقدمية من "الاجتماعي الديمقراطي" فيما خص مصالح وحقوق المواطنين من أصول مهاجرة.
وحقق الحزبان، إلى جانب حزبي "الشعب" الاشتراكي و"البديل" اليساري، نسبة قاربت 28%، وفقاً لآخر استطلاع، فيما حافظ "الاجتماعي الديمقراطي" على نسبته من انتخابات 2015 والتي تقارب 25%، يليه يمين الوسط "فينسترا" بنسبة بلغت 20.4%.